معلوماتتصريح إمكانية الوصول
عرض ألوان في الموقع(* يعمل في المتصفحات الحديثة مثل كروم وفايرفوكس)عرض عاديملائم لمن لديه عمى ألوانملائم لأصحاب الرؤية الثقيلةأ+ 100%أ-إغلاق
sehatunaمرض السكريمرشدينتشخيص السكري - كل ما يجب معرفته

تشخيص السكري - كل ما يجب معرفته

ما هي أعراض السكري؟ ما هي الفحوص اللازمة لتشخيص السكري؟ وكيف نعرف إن كان الحديث عن السكري من النوع الأول أم من النوع الثاني؟ دليل


(تصوير: shutterstock)
(تصوير: shutterstock)

جفاف في الفم؟ تعانون من فرط التبوّل؟ انخفض وزنكم وتشعرون بالضعف والإرهاق؟ من الممكن أن تكونوا قد أصبتم بالسكري دون أن تعلموا. عمليا، حتى لو لم تعانوا أي عرض من هذه الأعراض، من الممكن أن يكون لديكم سكري - أو أن تكونوا في الطريق إلى هناك.

 

في العالم، بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، حصل ارتفاع ملحوظ- خلال السنوات الماضية - بعدد المصابين بالسكري، من 108 ملايين عام 1980 إلى 422 مليونا عام 2014، حيث كانت نسبة المصابين بالسكري من بين السكان البالغين فوق سن 18 عاما 4.7% من مجمل البالغين عام 1980، وتكاد تكون ضاعفت نفسها على مدار 34 عاما، ووصلت عام 2014 إلى 8.5% من البالغين.

 

يعتبر تشخيص السكري هاما من أجل علاج المرض وتفادي المضاعفات المرافقة للسكري، بما في ذلك المس بالكلى، المس بالعينين لدرجة فقدان البصر، حالات التقرح والإصابات التي لا يمكن علاجها، المس العصبي وكذلك ازدياد مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
 

أعراض السكري

هنالك عدد من الأعراض الممكنة التي تشير إلى السكري الذي لا يتم علاجه، بالإضافة إلى الارتفاع المتوقع بمستوىالسكر في الدمالذي يتم في الغالب تشخيصه من خلال فحص دم عن طريق الصدفة.

 

الأعراض المميزة للمرض، التي بمقدورها إنارة مصباح تحذير بشأن الحاجة لطلب توجيه من الطبيب لفحص المختبر، تشمل في الغالب:

 

  • ازدياد وتيرة التبول، والذي يتعلق بأن الدم المشبع بالسكر يمتص المزيد من السوائل ويزيد كمية إفراز السوائل من الجسم عبر التبول.
  • العطش وجفاف الفم، الناتجين عن التبول الزائد وامتصاص السوائل المسبب له.
  • انخفاض في الوزن من شأنه الحصول نتيجة استغلال طبقات الدهون من طرف الجسم لاحتياجه للطاقة، نتيجة لأن السكر الذي يشكل مصدر الطاقة بالنسبة لغالبية الناس، يتم تحويله إلى مجرى الدم.
  • شعور بلسعات وإحساس بالحرارة، البرد أو فقدان الشعور بالأطراف، جراء الضرر الحاصل لجهاز الأعصاب والناتج عن مستويات السكر المرتفعة، والذي يطلق عليه الاسم العام "اعتلال الأعصاب السكري".
  • ضعف، تعب، إرهاق وجوع.

 

مع ذلك،فإن هذه العلاماتغالبا ما تميز السكري من النوع الأول (الذي أطلق عليه في الماضي "سكري الأطفال")، بينما لا يتسمالسكري من النوع الثانيبالعادة بأعراض خاصة، عدا حقيقة أن غالبية من يتم تشخيصهم يواجهون أيضا زيادة في الوزن أو السمنة الزائدة. في السكري من النوع الثاني، عادة ما يتم التشخيص من خلال فحص دم تم إجراؤه عن طريق الصدفة.

 

تشخيص السكري من خلال فحص المختبر

 

فحص السكري في حالة الصوم

 

بحسب معايير منظمة الصحة العالمية (WHO)،يتم تشخيص السكري اليوم بموجب فحص مستويات السكر (الجلوكوز) في الدم بعد مرور ما لا يقل عن ثمان ساعات من الصوم (بالإمكان شرب الماء)، وعندما تكون نتيجة الفحص 126 وحدة ملغم جلوكوز لكل ديسيلتر من الدم أو أكثر، في فحصين متكررين يتم إجراؤهما في موعدين منفصلين.

 

بحسب المبادئ الموجهة لرابطة السكري الأمريكية (ADA) من العام 2005، تعتبر القيمة الواقعة بين 100 إلى 126 (ملغم جلوكوز لكل ديسيلتر دم) حالة من مقدمات السكري.

 

فحص تحميل السكر

 

عند ظهور قيمة حدودية من السكري في فحص الدم بحالة الصوم، أو عندما تكون القيمة في حالة الصوم سليمة لكن يكون ما يزال هنالك شك بالمرض بعد ظهور مختلف الأعراض، يتم إجراء فحص تحميل السكر - فحص دم يتم إجراؤه دون صوم وبعد شرب كمية من الماء المخلوط بالسكر.

 

بالإمكان تشخيص السكري من خلال فحص دم، بعد شرب الماء المخلوط بـ 75 غراما من السكر بساعتين، وفي حال وصول مستوى السكر في الدم بالفحص إلى 200 وحدة (ملغم جلوكوز لكل ديسيلتر دم) وما فوف.

 

يتم اعتبار القيمة التي تصل إلى 140 وحدة، على أنها قيمة سليمة. يتم اعتبار المجال الواقع بين 140 - 199 وحدة، قيمة حدودية ومن شأنه الإشارة إلى مقدمات السكري.

 

فحص الهيموغلوبين الجليكوزيلاتي (HbA1C)

 

يتم استخدام فحص الهيموغلوبين الجليكوزيلاتي منذ سنوات كوسيلة هامة لمتابعة وضع المصابين بالسكري، لكن خلال السنوات القليلة الماضية، أصبح الفحص أكثر استخداما في المراحل الأولى من تشخيص المرض.

 

نظرا لأن معدل حياة كريات الدم الحمراء هو في الغالب 3 - 4 أشهر، فإن هذا الفحص يتيح إمكانية تقييم معدّل تعرض الدم لمستويات مرتفعة من السكر خلال الـ 3 - 4 أشهر الماضية.

 

في هذا الفحص، تشير القيمة التي تزيد عن 6.5% (أي 48 nmol/mol) إلى السكري، ومن شأن المستوى الذي يتراوح بين 5.7% و 6.4% (أي 39 - 46 nmol/mol) أن يشير إلى حالة من مقدمات السكري.

 

اليوم، بالإمكان التنازل عن تحميل السكر وإجراء فحص مستويات الـ HbA1C فقط.

 

المزيد بشأن فحص الهيموغلوبين الجليكوزيلاتي

 

في غالبية دول العالم، ليست هنالك اليوم توصية رسمية بإجراء فحص الدم لوجود السكر في الدم كل فترة ما - كفحص استقصائي لتشخيص السكري.

 

فحص السكر في البول 

 

كجزء من إجراءات التشخيص في صناديق المرضى، من المتبع أحيانا توجيه متلقي العلاج أيضا لإجراء فحص السكر في البول، حيث أن البول لدى الأشخاص المعافين لا يحتوي على السكر، بينما لدى مرضى السكري من النوع الثاني، عندما يكون مستوى السكر في الدم مرتفعا، يتم إفراز السكر إلى الكلية ومنها إلى البول.

 

يظهر السكر في البول عندما يكون مستواه في الدم أعلى من 180 وحدة (ملغم لكل ديسيلتر دم)، رغم أنه ليس من المتبع الاعتماد في تشخيص السكري على هذا القياس، لأن هنالك أشخاصا ذوي حدود كلوية مرتفعة أو منخفضة، مثلا النساء الحوامل اللاتي بالإمكان إيجاد السكر في البول لديهن دون أن يكون لديهن مستوى سكر مرتفع في الدم يشير بالضرورة إلى وجود السكري.

 

سكري من النوع الأول أم الثاني؟

 

في الغالب يكون السكري من النوع الثاني ، الذي يتسمبمقاومة هورمون الإنسولين في الجسم مميزا للأشخاص ذوي الوزن الزائد أو السمنة المفرطة، عندما يكون هنالك سكري في العائلة ودون أن تكون مستويات السكر في الدم مرتفعة بصورة استثنائية، ويتم الكشف عنه بطريق الصدفة. في مقابل ذلك، يظهر السكري من النوع الأول - وهو مرض يقوم الجهاز المناعي فيه بتدمير خلايا البيتا المنتجة للإنسولين في البنكرياس - في الغالب لدى الأشخاص الصغار بالسن، مع أعراض حادّة مثل انخفاض الوزن وجفاف الفم، التبول الزائد وانخفاض الوزن، وغالبا ما لا يكون هنالك أفراد آخرون في العائلة مصابين بالسكري، لأن تفسير هذا المرض أقل ارتباطا بالوراثة.

 

يتم توجيه متلقي العلاج الذين تم تشخيص إصابتهم بالسكري، وهنالك شك بأنهم أصيبوا بالسكري من النوع الأول، أو أن حالتهم السريرية ليست واضحة بما يكفي للتمييز بين نوعي السكري - إلى فحوص دم خاصة تؤكد وجود أجسام مضادة ذاتية في الدم، تقوم بمهاجمة خلايا البيتا. إذا كان هنالك وجود للمضادات في الفحص، فإن الأمر يشير إلى السكري من النوع الأول.

 

مع ذلك، إذا كانت نتيجة الفحص سلبية، فلا يشير هذا الأمر بالضرورة إلى السكري من النوع الثاني، وذلك لأن هنالك أكثر من 50 نوعا من الأجسام المضادة تشير إلى السكري من النوع الأول، فيما تقوم فحوص المختبر اليوم بتشخيص 2-3 أنواع أساسية من بينها. اليوم، يتم في غالبية المراكز الطبية إجراء فحوص للأجسام المضادة Anti-GAD والأجسام المضادة ICA. كذلك، هنالك اليوم فحص لوجود ناقلات الزنك - مضادات 8، المسمى أيضا ZnT8Ab  والذي يساعد في التمييز بين السكري من النوع الأول والسكري من النوع الثاني.

 

فحص إضافي يساعد في التمييز بين أنواع السكري هو فحص مستويات السي بيبتايد، الذي سنشرح عنه لاحقا.

 

في حال أشار الفحص والعيادة إلى السكري من النوع الأول، فإن معنى ذلك بالنسبة لمجري الفحص كبير جدا: عليه الانتقال فورا لتلقي العلاج بحقن الإنسولين لمدى الحياة.

 

تشخيص مرحلة الانتقال إلى الإنسولين

 

فيالسكري من النوع الثاني غالبا ما يبدأ العلاج بتغيير نمط الحياة والأدوية. عادة ما يتم تشخيص مرحلة الانتقال إلى الإنسولين لدى مرضى السكري من النوع الثاني ممن يتلقون العلاج بواسطة الأدوية، على أساس التشخيص السريري والقرار المشترك بين الطبيب ومتلقي العلاج. إذا لم يكن المريض متجاوبا مع العلاج الدوائي ولا يستجيب للعلاج بتغيير نمط الحياة، وكانت فترة السكري طويلة، فإن الطبيب سيوصي، في الغالب، بالانتقال إلى الإنسولين. بعد عشر سنوات من السكري من النوع الثاني، ينتهي الإنسولين لدى 70% - 80% من المرضى، ولا ينخفض مستوى السكر بالدم حتى لو تم إعطاؤهم الكثير من الأدوية.

 

يتعلق القرار السريري بالكثير من العوامل، بما في ذلك العمر، المدة التي مرت منذ التشخيص والحالة الاقتصادية الاجتماعية، بما في ذلك فهم المريض لحالته ودافعيته لموازنة مستويات السكر في دمه. هنالك مرضى صغار السن نرغب بأن تكون مستويات الـ HbA1C لديهم أقل من 6%، وعندما يكون هنالك تجاوز لهذا المستوى نوصيهم بالإنسولين، وهنالك مسنون نشأ لديهم السكري، ولا حاجة لتحويلهم بسرعة لاستخدام الإنسولين، لأن هذا الأمر ينطوي على خطورة معينة بالنسبة لهم تتمثل بنوباتنقص سكر الدم.

 

فحص الـ C بيبتايد

 

فحص مخبري يساعد في تشخيص إن كان متلقي العلاج المصاب بالسكري يتواجد في المرحلة التي تستدعي حقن الإنسولين، هو فحص الـC بيبتايد (C-Peptide) الذي يستخدم لفحص أداء البنكرياس وكمية الإنسولين التي ينتجها الجسم.

 

تحتوي جزيئات الإنسولين على سلسلتين تتصلان ببعضهما من خلال بروتين يسمى C-Peptide. إذا أردنا أن نعرف كمية الإنسولين الموجودة في الجسم، فإن فحص كمية الإنسلوين في الدم لا يمكن أن يعطي صورة كافية، وذلك لأن الإنسلوين يصل إلى الدم بعد أن يتم إفرازه وبعد أن يمر بالكبد. الكبد ليس محايدا بالنسبة للإنسولين، ومن شأنه تفكيك قسم من الإنسولين، لذلك فإن مستويات الإنسولين في الدم ليست بالضرورة نفس المستويات التي يفرزها المريض. يتيح لنا فحص السي بيبتايد إمكانية تحديد ما هي "الكمية الاحتياطية البنكرياسية"، أي كم من الإنسولين ما يزال البنكرياس قادرا على الإفراز لدى مريض السكري. عندما يكون مستوى البيبتايد في الفحص مرتفعا، يكون هذا مؤشرا على أن الجسم يفرز الكثير من الإنسولين. بالمقابل، يتيح الفحص الذي يشير إلى كمية "صفر" من البيبتايد استنتاجا شبه مؤكد بأن البنكرياس توقف عن إفراز الإنسولين وأن هنالك حاجة للانتقال من الأدوية إلى مرحلة حقن الإنسولين.

 

يساعد فحص السي بيبتايد أيضا في تحديد نوع السكري الذي يعاني منه المريض: عندما تكون مستويات البيبتايد منخفضة، ولا يقوم الجسم بإنتاج الإنسولين، يكون التشخيص بصورة شبه مؤكدة الإصابة بالسكري من النوع الأول. بينما فيالسكري من النوع الثاني في مراحله الأولى، عندما يكون الجسم ما يزال ينتج الإنسولين، يكون مستوى البيبتايد سليما، بل ويكون في بعض الأحيان أعلى من المعدل الطبيعي.

 

المستويات الطبيعية لهذا الفحص لدى البالغين هو 0.5 حتى 2-3 نانوغرام لكل مليلتر (ng/mL) بعد الصوم لمدة ثمان ساعات حتى عشر ساعات، حيث تختلف القيمة العليا (القصوى) بين المختبرات والدول المختلفة.

 

تشخيص مقدمات السكري

 

في السكري، هنالك حالتان وسطيتان معروفتان، تشيران إلى"مقدمات السكري": بحسبمعايير منظمة الصحة العالمية (WHO)، الأولى هي حالة تكون القيم فيها بين 110 إلى 126 وحدة ملغم لكل ديسيلتر دم في فحص سكري معياري بحالة الصوم، وهي حالة تسمى IFG، اختصارا لـ Impaired Fasting Glucose، وبحسب المبادئ الموجهة لدى رابطة السكري الأمريكية (ADA) من المتبع تعريف مقدمات السكري (حالات ما قبل السكري) من هذا النوع في المجال الواقع بين 100 إلى 126 وحدة ملغم لكل ديسيلتر دم في فحص السكري بحالة الصوم.

 

تتسم الحالة الثانية بمستويات جلوكوز تتراوح بين 140 إلى 200 ملغم لكل ديسيلتر دم بعد تحميل السكر - المسمى IGT, اختصارا لـ Impaired Glucose Tolerance.

 

عندما يتم تشخيص إحدى الحالتين المذكورتين في فحص الدم، فإن الميل الطبيعي لدى الأطباء هي محاولة علاج المرض دون أدوية، من خلال تذويت عادات غذائية صحية (بالأساس تقليل النشويات والدهنيات) والنشاط البدني (الرياضي)، في محاولة لخفض مستوى السكر في الدم.

 

مع ذلك، أظهرت الأبحاث من السنوات الماضية أن من شأن العلاج اليومي بواسطة دواءالميتفورمين/ الجلوكوفاجالذييعتبر دواء خط دفاع أول أمام السكري، بواسطة الكسينيكال أو البرانداز، منع استمرار تفاقم مستويات السكر في الدم، وتأخير حصول الإصابة بالسكري.

 

 

 

ساهم في إعداد المقالة البروفيسور نعيم شحادة، مدير معهد السكري، الغدد الصماء والأيض في المركز الطبي رمبام في حيفا، رئيس الرابطة الإسرائيلية للسكري.

 

 آخر تعديل: نيسان 2018