معلوماتتصريح إمكانية الوصول
عرض ألوان في الموقع(* يعمل في المتصفحات الحديثة مثل كروم وفايرفوكس)عرض عاديملائم لمن لديه عمى ألوانملائم لأصحاب الرؤية الثقيلةأ+ 100%أ-إغلاق
sehatunaمرض السكريمرشدينما هو السكري من النوع الثاني؟

ما هو السكري من النوع الثاني؟

كيف ينشأ السكري من النوع الثاني؟ من هم المعرضون للخطر؟ ماذا من شأنه أن يسبب؟ وكيف نعالج المرض؟ دليل


(تصوير: shutterstock)
(تصوير: shutterstock)

تحتاج كل خلية في جسمنا للأوكسجين والسكر من أجل الاستمرار بالحياة والقيام بما تقوم به. لكن الخلية محاطة بغشاء يعزلها عن العالم - وكذلك عن سكر الدم (الجلوكوز). بالإمكان دخول جزيئات السكر إلى داخل الخلايا من خلال عمل المستقبلات، ومن أجل عمل هذه المستقبلات، هنالك حاجة لهورمون الإنسولين الذي تنتجه خلايا البيتا في البنكرياس. يصل الإنسولين، بوجود السكر، إلى منطقة المستقبل ويسبب له "حساسية"، فيتم تشغيل المستقبل ويدخل السكر من الدورة الدموية إلى داخل الخلية.

 

عندما يأكل الإنسان ويرتفع مستوى السكر في دمه، تبدأ منظومة الإنسولين والمستقبلات بالعمل من أجل نقل فائض السكر من الأوعية الدموية إلى داخل الخلايا، وهكذا تقوم بموازنة مستوى السكر في الدم.

 

السكري من النوع الثاني

 

السكري - على اختلاف أنواعه - هو مرض مزمن يتسم بمستويات سكر أعلى مما يجب في الدم. لدى الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الأول، ينشأ المرض جرّاء ردة فعل مناعية - يقوم جهاز المناعة، لسبب غير واضح، بمهاجمة خلايا البيتا المنتجة للإنسولين وتدميرها، حتى لا تتبقى خلايا بيتا فعّالة في الجسم. في هذه الحالة، لا يتم إنتاج الإنسولين في الجسم ويحتاج المريض للإنسولين من مصدر خارجي لكي يعيش.

 

في السكري من النوع الثاني، الذي يتم تشخيصه في الغالب (لكن ليس دائما) لدى متلقي العلاج السمينين أو ذوي الوزن الزائد، تكون الصورة أكثر تعقيدا. يشرح البروفيسور خوليو فينشطاين، مدير وحدة السكري في المركز الطبي فولفسون، مراحل نشوء وتطور المرض:

 

"يبدأ المرض بمستويات سكر مرتفعة في الدم. عادة ما يكون هذا الارتفاع بمستوى السكر بالدم بطيئا، حيث يعتاد المريض عليه ولا يشعر بأعراض خاصة. يشعر البنكرياس بمستوى السكر المرتفع في الدم، ولذلك يقوم بإنتاج المزيد والمزيد من الإنسولين الذي يتم دفقه إلى الدورة الدموية بهدف منع هذا الارتفاع الكبير والضار في مستويات السكر بالدم. في هذه الحالة، يتيح الارتفاع بمستوى الإنسولين إمكانية الحفاظ على مستوى سليم أو قريب من السليم في الدم. لكن كلما مر الوقت، تبدأ خلايا البيتا في البنكرياس، التي تبذل جهدا على مدار سنوات من أجل إنتاج كميات كبيرة من الإنسولين، بالتعب، إلى أن تصل إلى حالة من الانهيار التام وفقدان القدرة على الاستمرار بإنتاج الإنسولين. وعندها، تقفز مستويات السكر إلى الأعلى، وبصبح السكري - الذي كان خفيّاً حتى الآن - علنيا ومكشوفا".

 

السكري من النوع الثاني هو أكثر أنواع السكري انتشارا. انتشر المرض - على مدار العقود الماضية - بسرعة كبيرة حول العالم. بحسب معطيات منظمة الصحة العالمية، في حين تم عام 1980 تشخيص نحو 108 ملايين شخص حول العالم مصابين بالسكري من النوع الثاني، فقد تم في عام 2014 تشخيص أكثر من 422 مليون مريض - وهكذا ارتفعت نسبة المشخصين البالغين (بعمر 18 عاما وما فوق) من 4.7% إلى 8.5%.

 

ما الذي يمكن أن يسببه السكري من النوع الثاني؟

 

عندما يتراكم السكر في الدم بدلا من الدخول إلى الخلايا، تحصل مشكلتان: الأولى هي أن الخلايا في الجسم ستصبح جائعة للطاقة، والثانية أنه مع مرور الوقت، يزيد مستوى السكر المرتفع في الدم من مخاطر الكثير من المضاعفات الجدية، وبضمنها أمراض القلب والأوعية الدموية، أمراض العينين والعمى، أمراض الكلى، الأضرار العصبية، القدم السكرية وغيرها. يدور الحديث عن أضرار صحية شديدة تمس بجودة الحياة كما تمس بمعدل عمر المرضى.

 

عام 2015، كان السكري العامل المباشر المسبب لـ 1.6 مليون حالة وفاة في العالم، وهو مصنف حاليا، من قبل منظمة الصحة العالمية، كأحد مسببات الوفاة العشرة الأساسية في العالم - في المرتبة السادسة على القائمة.

 

المزيد عن مضاعفات السكري (هنالك رابط لدليل حول الموضوع أدناه)

 

المزيد حول تعقيدات مرض السكري

 

ما هي عوامل الخطورة للإصابة بالسكري؟

 

الوراثة: عندما يكون أفراد العائلة من الدرجة الأولى - مثل الأخوة أو الوالدين - مصابين بالسكري، تكون مخاطر الإصابة بالسكري أكبر، وهنالك أهمية قصوى للحفاظ على وزن سليم، تغذية صحية ونشاط بدني من أجل تفادي الإصابة بالمرض.

 

السن: تزداد مخاطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني مع تقدم العمر، وتصبح أكبر لدى أبناء الـ 40 عاما وما فوق بالمقارنة مع الشبان، مع العلم أن المرض آخذ بالانتشار بصورة أوسع بين الشبان، بل وحتى الأطفال، على خلفية وباء السمنة.

 

الوزن: الوزن الزائد والسمنة - وخصوصا في منطقة البطن، يزيدان من احتمالات الإصابة بالسكري. تقوم السمنة بتفعيل مسببّي المرض: في إحدى النظم، يؤدي ترسب الدهون في البنكرياس إلى قتل خلايا البيتا ويمنع إفراز الإنسولين كردة فعل على ارتفاع مستوى السكر في الدم (تدمير خلايا البيتا). وفي المنظومة الثانية - يؤدي ترسب الدهون في الأعضاء إلى عدم تجاوبها مع الإنسولين (مقاونة الإنسولين). يرتبط الـ BMI (مقياس كتلة الجسم) من 25 وما فوق بازدياد مخاطر الإصابة بالسكري، كما يشكل محيط الخصر الذي يزيد عن 80 سم لدى النساء و 94 سم لدى الرجال عامل خطور للإصابة بالمرض. لا شك أن الحفاظ على وزن سليم يقلل بصورة ملموسة من احتمالات نشوء المرض وتطوره، ومخاطر حصول مضاعفاته لمن أصيب به. مع ذلك، لا يضمن الوزن السليم وقاية كاملة من المرض.

 

مستويات السكر المرتفعة في الدم: يعيش الكثير من الناس مع مستويات أكبر من المعدل من السكر في الدم، لكنها ليست مرتفعة بما يكفي لتشخيص الإصابة بالسكري. تشكل هذه الحالة عامل خطورة جدي للإصابة بالسكري. كذلك، تكون النساء اللاتي عانين من سكري الحمل أكثر عرضة للمخاطر الزائدة للإصابة بالسكري خلال حياتهن.

 

كيف بالإمكان تفادي السكري من النوع الثاني؟

 

من أجل تفادي ومنع نشوء السكري، يجب الحفاظ على وزن سليم، الاهتمام بالتغذية الصحية، وإدارة نمط حياة نشط. يعتبر النشاط البدني هاما، أكثر من مجرد الأهمية لأجل الحفاظ على وزن سليم. تنتج فاعلية النشاط البدني من كون النسيج العضلي النشط يستوعب السكر من الدم بصورة أفضل. نظرا لكون العضلات مستهلكا أساسيا للسكر، فإنها تساهم - خلال النشاط - بخفض مستوى السكر في الدم.

 

كيف يتم تشخيص السكري من النوع الثاني؟

 

في كثير من الحالات، لا يتسم السكري من النوع الثاني بأعراض واضحة، على الأقل في مراحلة المبكرة، ويتم الكشف عنه وتشخيصه، في كثير من الحالات، من خلال فحص دم روتيني.

 

الأعراض التي من شأنها الظهور، هي أعراض ناتجة عن تراكم مستويات مرتفعة من السكر في الدم، وقلة السكر في خلايا الجسم: شعور شديد بالعطش وجفاف الفم، وإدرار بول زائد عن العادة، خصوصا خلال الليل - وذلك نظرا لأن الجسم يحاول خفض مستويات السكر من خلال تصريف فائض السكر عبر البول. من بين الأعراض الأخرى، من الممكن ملاحظة الشعور بالتعب والإرهاق الشديد والانخفاض غير المفهوم بالوزن وكتلة العضل. في الحالات التي تسبب فيها مستويات السكر المرتفعة ضررا عصبيا، من الممكن الشعور بلسعات وإحساس بالحرارة، البرد أو فقدان الشعور بالأطراف - وهي حالة يطلق عليها اسم "اعتلال الأعصاب السكري". مع ذلك، فإن هذه الأعراض أكثر تمييزا للسكري من النوع الأول.

 

يعتبر تشخيص الإصابة بالسكري هاما من أجل علاج المرض وتفادي المضاعفات الناتجة عن مستويات السكر المرتفعة في الدم. يجب أن نفهم، أنه كلما تقدم المرض يتم تدمير المزيد والمزيد من خلايا بيتا. عندما يتم تشخيص المرض مبكرا، حيث يكون ما يزال هنالك إنتاج بالحد الأدنى للإنسولين من خلايا البيتا، يكون بالإمكان اتخاذ إجراءات تؤدي إلى وقفه - وعلى رأسها الحفاظ على تغذية صحيحة، إنزال الوزن والقيام بالنشاط البدني. صحيح أن خلايا بيتا التي ماتت لن تعود، لكن سيكون بإمكان الخلايا المتبقية العمل كما ينبغي، وفي كثير من الحالات سيكون بالإمكان الحفاظ على مستويات سكر سليمة دون استخدام الأدوية.

 

يعتبر تشخيص السكري أو مقدمات السكري سهلا وبسيطا - من خلال فحص دم. يتم الحصول على التعريف الطبي للسكري من نتائج فحوص الدم (فحصين يتم إجراؤهما في يومين غير متعاقبين): مستويات سكر في حالة الصوم أعلى من 126 ملغم جلوكوز لكل ديسيلتر من الدم. يتم تعريف الحالة السليمة من مستويات السكر في حالة الصوم على أنها أقل من 100. تشكل المستويات التي تتراوح بين 100 إلى 126 حالة ما قبل السكري (مقدمات السكري).

 

يتطرق تعريف آخر إلى قيمة الـ "هيموغلوبين الجليكوزيلاتي" (A1C - معدل مستويات السكر في الدم خلال الأشهر الثلاثة التي سبقت الفحص): تعتبر المستويات التي تقل عن 5.7 بالمئة سليمة، ويعتبر المستوى الذي يتراوح بين 5.7 - 6.4 حالة من مقدمات السكري، وعندما يتم الحصول على مستوى 6.5 بالمئة وما فوق - يتم تشخيص الإصابة بالسكري.

 

المزيد عن تشخيص السكري من النوع الثاني

 

كيف يتم علاج السكري من النوع الثاني؟

 

كما ذكرنا، لدى الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الثاني، في بداية المرض، يكون هنالك ما يزال إنتاج إنسولين في الجسم. مشكلتهم هي أن المستقبلات التي ينبغي أن يؤثر عليها الإنسولين، لا تتجاوب معه كما ينبغي ولا تتيح للسكر الدخول من الدورة الدموية إلى الخلايا. يتجاوب هؤلاء المرضى، خلال السنوات الأولى، بصورة ممتازة مع العلاج من خلال النشاط البدني (الرياضي) والحمية قليلة النشويات، وبالأساس مع الانخفاض بالوزن.

 

المزيد عن السكري وتغيير نمط الحياة 

 

في كثير من الحالات، يحتاج المرضى في مرحلة معينة لتلقي دواء للسكري للمساعدة في خفض مستويات السكر في الدم، مثل الأدوية التي تقوم بتشغيل خلايا البيتا المتبقية أو الأدوية التي تمنع إنتاج السكر الفائض في الكبد.

 

المزيد عن علاجات السكري من النوع الثاني (هنالك رابط لدليل حول الموضوع أدناه)

 

بعد نحو عشر سنوات من المرض، يتراجع تأثير العلاجات لدى نحو نصف المرضى على الأقل، وبالإضافة إلى الأدوية، يحتاجون أحيانا لتلقي الإنسولين أيضا. في غالبية الحالات، من أجل الوصول إلى حالة من التوازن المعقول، يكفيهم - في البداية على الأقل - أخذ حقنة واحدة من الإنسولين القاعدي الذي يعمل بصورة عامة لمدة تصل إلى 24 ساعة. في بعض الحالات، من الممكن أن تكون هنالك حاجة أيضا للاستمرار بحقن الإنسولين قصير الأمد بموازاة وجبات الطعام.

 

المزيد عن العلاج بواسطة الإنسولين 

 

إمكانية إضافية لعلاج السكري، هي جراحات علاج البدانة. خلال العقد الأخير، ازدادت كمية جراحات علاج البدانة/ السمنة (جراحات تصغير المعدة أو المجازة المعدية بمختلف التقنيات لمعالجة مشكلة السمنة الزائدة). يتضح من نتاج متابعة مرضى السكري الذين خضعوا لجراحات علاج البدانة، أن قسما من متلقي العلاج شهدوا تراجعا في الحالة المرضية بعد إجراء الجراحة وانخفاض الوزن المرافق لها. تشير الأبحاث إلى نسبة نجاح (مستويات سكر سليمة دون استخدام الأدوية) تصل إلى 70% وأكثر بالمعدل خلال نصف السنة الأولى ونحو 40% معدل نجاح حتى بعد الجراحة بـ 5 سنوات.

 

المزيد عن جراحات علاج البدانة لمرضى السكري

 

 

* استشارة مهنية: البروفيسور خوليو فينشطاين، مدير وحدة السكري في المركز الطبي فولفسون والرئيس السابق لرابطة السكري الإسرائيلية

آخر تعديل: آذار 2018