معلوماتتصريح إمكانية الوصول
عرض ألوان في الموقع(* يعمل في المتصفحات الحديثة مثل كروم وفايرفوكس)عرض عاديملائم لمن لديه عمى ألوانملائم لأصحاب الرؤية الثقيلةأ+ 100%أ-إغلاق
sehatunaمرض السكريمرشدينعن التغذية للمصابين بالسكري من النوع الثاني، وتغييرات إضافية في نمط الحياة

عن التغذية للمصابين بالسكري من النوع الثاني، وتغييرات إضافية في نمط الحياة

ما هي التغييرات في نمط الحياة المطلوبة من الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالسكري من النوع الثاني؟ ما هي التغذية الموصى بها للمصابين بالسكري؟ كم من النشويات يُسمح لهم أن يأكلوا؟ وهل هنالك حمية موصى بها بصورة خاصة لمرضى السكري؟ دليل عملي


(تصوير: shutterstock)
(تصوير: shutterstock)

السكري من النوع الثاني هو أحد الأمراض المزمنة الأكثر تأثّراً بنمط حياتنا، ويتم ربطه بصورة خاصة بعادات الحياة المنتشرة في الدول الغربية والمصحوبة بانعدام النشاط البدني والتغذية الغنية بالسكريات والدهون.

يستدعي تشخيص الإصابة بالسكري من النوع الثاني أو حالة ما قبل السكري (مقدمات السكري) أولا، وقبل كل شيء، إجراء تغييرات في نمط الحياة. لدى المرضى المصابين بالسكري الذي يتمثل بتجاوز معتدل جدا لمستويات السكر في الدم، من المتوقع أن تشمل المرحلة الأولى من العلاج، أساسا، توصيات بتغيير نمط الحياة، في محاولة للتغلب على الحالة دون حاجة للأدوية.

كذلك لدى متلقي العلاج بـأدوية السكري تكون هنالك حاجة للحفاظ على نمط حياة صحي ونشط من أجل تأخير تفاقم المرض والحاجة للانتقال إلى العلاج بالإنسولين، كذلك، هنالك توصية لمتلقي العلاج بالإنسولين بالاهتمام بالتغذية الصحية واللياقة البدنية، في محاولة لمنع تطور المضاعفات في الأوعية الدموية، المرتبطة بالمرض.

اعتمادا على توصيات الجهات المهنية في مجال السكري، وبمساعدة أخصائية التغذية السريرية ميخال غرشوفيتس - عضو جمعية عتيد ورئيس الرابطة الإسرائيلية للسكري البروفيسور نعيم شحادة، ركّزنا لأجلكم كل المعلومات المتعلقة بالتغييرات المطلوبة في نمط حياة الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالسكري من النوع الثاني.

 

التغييرات في نمط حياة الأشخاص المصابين بالسكري: توصيات أساسية

 

المشورة الغذائية لمرضى السكري

إحدى التوصيات الأساسية لمرضى السكري، التي تم تبنيها من قبل الاتحاد الأمريكي للسكري (American Diabetes Association)، هي التوجه لتلقي الاستشارة الغذائية الشخصية، من أجل ملاءمة قائمة الطعام اليومية بصورة شخصية، بناء على مقاييس الجسم، العادات الغذائية والخلفية الثقافية الخاصة بكل مريض. بحسب المنظمة، ليس هنالك نمط تناول طعام ملائم لكافة المصابين بالسكري، وعلى كل شخص يتم تشخيص إصابته بالسكري أن يكون مضطلعا بمبادرة منه في تخطيط برنامج تغذيته، تخطيط الجوانب الغذائية بالتعاون مع مقدمي العلاج له.

  

تخفيض الوزن

تؤدي السمنة إلى تفعيل عاملين يؤديان إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم: فهي تؤدي إلى انخفاض مستوى الخلايا المفرزة للإنسولين (خلايا بيتا) بسبب تراكم الدهون في البنكرياس الذي يؤدي إلى تدمير هذه الخلايا مما يمسّ بعمليه إفراز الإنسولين كردة فعل على ارتفاع مستوى الجلوكوز (السكر). ومن الجهة الثانية، يؤدي ترسب الدهون في العضلات أو الكبد أو غيرها من الأعضاء، إلى عدم تجاوبها مع الإنسولين (مقاومة الإنسولين)- ولذلك لا يدخل السكر إلى الخلية، ويرتفع مستواه في الدم.

يساعد تخفيض الوزن في موازنة مستويات السكر في الدم، ومن شأنه حتى أن يؤدي إلى توقف مؤقت للمرض إذا تم القيام به في الوقت المناسب - عندما تتحرر خلايا بيتا التي لم يتم تدميرها بعد من عبء الدهون، وتعود للعمل كما ينبغي.

 

كذلك، أظهرت الأبحاث أن الانخفاض البسيط بالوزن سيؤدي هو الآخر لتأثير جدي على الصحة، وبضمن ذلك انخفاض مقاومة الجسم لهورمون الإنسولين وانخفاض مستوى الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي وكذلك تحسن في الأداء الجنسي الذي يميل إلى التراجع لدى المصابين بالسكري.

 

النشاط البدني

يعتبر النشاط البدني المنتظم عاملا هاما جدا للسيطرة على مستويات السكر في الدم وللحالة الصحية العامة لدى الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الثاني.

خلال النشاط البدني، تستهلك عضلات الجسم الغلوكوز بوتيرة أعلى بـ 20 ضعفا من الوتيرة العادية، الأمر الذي يساهم في خفض مستويات السكر في الدم. كذلك يحسن النشاط البدني وضع الحساسية للإنسولين، يقلل عوامل الخطورة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ويساهم في خفض الوزن. هكذا، بإمكان النشاط البدني المنتظم منع تفاقم السكري وظهور المضاعفات.

من المفضل القيام بما لا يقل عن 150 دقيقة من النشاط البدني الهوائي في الأسبوع، بدرجة صعوبة معتدلة على الأقل، وكذلك القيام، في كل أسبوع بـ 2-3 تمارين مقاومة/ قوة. كذلك من المهم الحد من أوقات الجلوس المتواصل، والنهوض للقيام بنشاط خفيف أو على الأقل الوقوف قليلا والخروج لجولة مشي بعد الوجبات.  

 

النشاط البدني مع السكري من النوع الثاني: كل ما يجب معرفته

 

الإقلاع عن التدخين

التوصية بالإقلاع عن التدخين، هي توصية هامة للجميع، لكن أهميتها تزداد بصورة خاصة بالنسبة للمصابين بالسكري. يؤدي التدخين للمس بالقدرة على السيطرة على المرض، ويعرض مرضى السكري المدخنون أنفسهم للخطورة الشديدة جدا ولمضاعفات خطيرة، بضمنها أمراض القلب، السكتات وأمراض الكلى بالإضافة للمس بتدفق الدم في الرجلين، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تلوثات، تقرحات وحتى حالات بتر، اعتلال الشبكية - وهو مرض في العينين من شأنه أن يؤدي إلى العمى  اعتلال عصبي (مس بالأعصاب).

  

الكحول

بموجب تعليمات الاتحاد الأمريكي للسكري (ADA)، من المفضل للأشخاص المصابين بالسكري الحد من استهلاكهم للكحول - حتى وجبتين في اليوم للرجال وحتى وجبة واحدة في اليوم للنساء. تحتوي وجبة الكحول على 15 غراما من الكحول، على سبيل المثال: 330 ملل من البيرة، 140 ملل من النبيذ الجاف، أو 30 - 40 ملل من الفودكا/ الويسكلي/ البراندي/ الجين/ الروم. 

 

السكري والكحول: كل ما يجب معرفته

 

الخضار والفواكه

من المفضل إغناء التغذية اليومية بالخضار والفواكه، بضمنها الطازجة، المثلجة والمجففة. يوصي المركز الوطني لمراقبة الأمراض في الولايات المتحدة (CDC) مرضى السكري بصورة خاصة بالخضروات الخضراء (مثل البروكولي والسبانخ)، الخضروات البرتقالية (مثل البطاطا الحلوة والجزر)، الفاصولياء والبازلاء.

 

النشويات

لأن الجسم يقوم بتحليل النشويات إلى غلوكوز، فإن النشويات تمتلك أكبر تأثير على مستويات السكر في الدم. لكن هذا لا يعني أنه يجب الامتناع عن تناولها. جميعنا بحاجة للحصول على كمية كافية من النشويات من أجل تلبية احتياجات الجسم من الطاقة، الفيتامينات، المعادن والألياف.

مع ذلك، من الجدير الاهتمام بمصدر النشويات وكميتها. يفضل أن يكون مصدر النشويات الحبوب الكاملة (مثل الأرز الكامل، خبز الشوفان، المعكرونة من القمح الكامل)، البقوليات (مثل العدس، الفاصولياء، البازيلاء) والخضروات والفواكه النشوية (البطاطا، الذرة).

تختلف كمية النشويات الموصى بها ضمن قائمة الطعام اليومية للأشخاص المصابين بالسكري، من شخص لآخر - بحسب أنماط تناول الطعام الشخصية الخاصة بالمريض، لأغراض العلاج وكذلك بحسب قيم السكري ومستويات الدهون في الدم. من شأن أخصائية التغذية أن تساعدكم في ملاءمة كمية النشويات اليومية. تذكروا أنه من الأفضل توزيع كمية النشويات اليومية بين مختلف الوجبات على مدار اليوم.

يجب الاهتمام بكمية النشويات في الطعام بموازاة الاهتمام بالقيم الغذائية - من المهم فحص كم من النشويات تحتوي كل وجبة من الطعام بالمقارنة مع الوجبة الأساسية (وجبة نشويات) التي تحتوي على 15 غراما من النشويات.

 

تشكل المواد الغذائية التالية مثالا لوجبات من النشويات - تحتوي على 15 غراما من النشويات:

شريحة من الخبز العادي

 شريحتان من الخبز الخفيف
ثلث رغيف خبز (كماج)
نصف كأس من النشويات المطبوخة - الأزر/ الكسكس/ كأس من المعكرونة/ العدس/ الكينوا
2/1 كأس من الخضروات النشوية مثل البيريه من البطاطا أو الذرة المطبوخة
وجبة فاكهة

 

تحتوي بعض المواد الغذائية على كمية هامشية من النشويات التي لا حاجة لاحتسابها إلا إذا تناولناها بكميات كبيرة جدا. على سبيل المثال، تعتبر كمية النشويات منخفضة في غالبية الخضروات غير النشوية. يحتوي 2/1 كأس من الخضروات غير النشوية المطبوخة أو الطازجة، على نحو 5 غرامات فقط بالمعدل من النشويات. 

 

عندما نتناول كمية كبيرة من نشويات الدهون، ومن أجل موازنة تأثير الغذاء على مستويات السكر في الدم، من المفضل أن ندمج معها مصدرا صحيا للدهون، مثل الجوز، أو البروتين - مثل الجبن، سواء كانت الوجبة وجبة مركزية أو وجبة بينية.

 

طريقة الصحن

يقترح اتحاد السكري الأمريكي طريقة سهلة لتناول الطعام بصورة صحية لدى المصابين بالسكري بموجبها عندما نقوم بإعداد الصحن الذي يحتوي على الوجبة، يجب الاهتمام بأن يتألف نصف الصحن من الخضروات غير النشوية مثل السبانخ، الجزر والطماطم (البندورة). ربع إضافي من الصحن يجب أن يكون مؤلفا من البروتينات مثل التونا أو الدجاج. والربع المتبقي من الصحن يجب أن يحتوي على مواد غذائية من الحبوب الكاملة أو الغذاء النشوي - مثلا خبز الحبوب الكاملة، البطاطا وما شابه. إلى جانب الصحن، نضيف حبة فاكهة و/أو وجبة من منتجات الألبان (الحليب) ومشروب غير محلى.

 

 

 

 

الدهنيات

قللوا استهلاك الدهون المشبعة من أجل خفض مستوى الكوليسترول السيء (LDL) ورفع مستوى الكوليسترول الجيد (HDL). بحسب الاتحاد الأمريكي للسكري (ADA) من المحبذ تحديد استهلاك الدهون المشبعة بحد أقصى يبلغ 7% من مجمل كمية السعرات الحرارية في اليوم. مصدر الدهون المشبعة الأساسي هو اللحوم، البيض ومنتجات الألبان.

من المهم التشديد على تقليل استهلاك المواد الغذائية التي تحتوي على الدهون المتحولة (الترانس). تتواجد الأحماض الدهنية المتحولة بصورة أساسية في المواد الغذائية المصنّعة، وخصوصا المرغرينا (الزيت النباتي المهدرج)، المعجنات مثل البوريكس والجحنون، المواد الغذائية المصنعة المجمدة، الكعك، الويفر، المسليات المقلية وغيرها.

 

السكر

طبعا من المفضل الامتناع عن تناول المواد الغذائية والمشروبات التي تحتوي على مستويات مرتفعة من السكر. نظرا لكون السكر يتواجد تقريبا في كافة أنواع الطعام، فإن الأمر يستدعي منا أن نقوم بفحص الكميات المشار إليها على عبوات وأغلفة المواد الغذائية والحد من استهلاك المواد الغذائية المحلاة.

 

المحلّيات الأخرى  

المحلّيات الصناعية. المحليات الصناعية أيضا، يجدر استهلاكها بكمية معقولة. صحيح أن المحليات عديمة السعرات الحرارية - مثل أسيسلفام البوتاسيوم، الإسبرتايم، السكرين - يتم تسويقها كبدائل عن السكر لمن يرغبون بخفض وزنهم أو لمرضى السكري، لكن السنوات القليلة الماضية شهدت تراكم عدد من الأبحاث التي تربط بين هذه البدائل تحديدا وبين السمنة الزائدة والسكري. "تعمل المحليات الصناعية على نفس المناطق من الدماغ التي تجعلنا نرغب بتناول شيء حلو، لكن دون أن تهدئ المنطقة مما يعزز لدينا الرغبة برفع مستويات السكر، أي، في نهاية المطاف، تؤدي بدائل السكر لإفراز كمية أقل من هورمونات الشبع بالمقارنة مع السكر الحقيقي، وعندها يطلب الجسم المزيد من الغذاء"، كما تقول غرشوفيتس.

أحد أكثر الأبحاث إثارة التي تم نشرها حول الموضوع، هو البحث الذي أجراه الباحثون الإسرائيليون من معهد فايتسمان وجامعة تل أبيب، والذي تم نشر نتائجه في شهر تشرين الأول 2014 في مجلة Nature، وجاء فيه أن المحليات الصناعية أيضا ترفع مستوى السكر في الدم. اكتشف الباحثون أن المحليات الصناعية ذات تأثير مباشر على قدرة جسم الإنسان على توجيه والتعامل مع الغلوكوز.

المحلّيات الكحولية المتعددة. تشرح غرشوفيتس أن السكريات الكحولية - مثل الملتيتول، السوربيتول، الكاسيليتول أو الإيزومالت، رغم أنها تؤدي إلى ردة فعل غليكوماتية أقل مما يؤدي له السكروز، لكنها تبقى محسوبة ضمن تعداد السعرات الحرارية والنشويات.

المحلّيات الطبيعية. تحتوي المحليات الطبيعية، مثل شراب الذرة، الفروكتوز، العسل، دبس السكر (المولاس)، الأغفا، على كمية من السعرات الحرارية والنشويات مشابهة لما يحتوي عليه السكروز، ولذلك فإنها لا تشمل أية أفضلية في موازنة مستوى السكر.

 

الملح

من المفضل الحد من استهلاك المواد الغذائية ذات المستويات المرتفعة من الأملاح، مثل مساحيق الحساء، الخضروات المحفوظة، المخللات واللحوم المصنعة. يجب الانتباه إلى أن كمية الصوديوم في المنتج لا تزيد عن 400 ملغم لكل 100 غرام من المنتج.

 

الألياف الغذائية

بإمكان الألياف الغذائية إبطاء عملية امتصاص السكريات وتحسين مستويات السكر في الدم. كذلك، تساعد الألياف في الحفاظ على الوزن.

تدعو التوصية العامة مرضى السكري إلى استهلاك ما لا يقل عن 20 غراما من الألياف لكل 1,000 سعرة حرارية. بصورة عامة، من أفضل مصادر الألياف الغذائية الحبوب الكاملة، الخضار والفواكه، البقوليات، الجوز والبذور. تعتبر المواد الغذائية المصنعة أو المصفّاة، مثل عصير الفواكه، الخبز الأبيض والباستا البيضاء وما شابه، قليلة الألياف الغذائية.

 

الألياف الغذائية: كل ما يجب معرفته

 

ما هي الحمية المفضلة لمرضى السكري؟

 

شددت ورقة موقف أصدرها اتحاد السكري الأمريكي، وتم نشرها خلال شهر تشرين الأول 2013 في مجلة Diabetes care على أنماط وعادات التغذية أكثر من أية حمية محددة، وأشير فيها إلى عدم وجود توصية واضحة لمرضى السكري بالالتزام بحمية معينة، مثل الحمية قليلة الدهنيات، الحمية قليلة النشويات، الحمية المتوسطية أو حمية DASH لتفادي ارتفاع ضغط الدم. بالمقابل، يشدد المستند على الحاجة للاهتمام بعادات وأنماط غذائية من أجل منع تفاقم مرض السكري.

ولمن يرغب - رغم ذلك - بالالتزام بحمية معينة - اعتادت صحيفة U.S.News أن تنشر قوائم الحميات الأفضل والأكثر نجاعة اعتمادا على تدريج مجموعة من المختصين قاموا بفحص الشهادات والدلائل المتوفرة. حتى العام 2018، بالنسبة لمرضى السكري، تحتل الحمية المتوسطية المرتبة الاولى، وتحتل حمية DASH المرتبة الثانية.

تشير الكثير من الأبحاث التي تم نشرها خلال السنوات الماضية إلى الأفضليات الكامنة في نمط التغذية المتوسطي، بالنسبة للمصابين بالسكري. على سبيل المثال، أظهر بحثان تم نشرهما خلال العام 2014 أن التغذية المتوسطية ناجعة في الحد من مخاطر الإصابة بالسكري وإبطاء تقدم المرض لدى من تم تشخيصه. في البحث الأول الذي تم نشره في مجلة Annals of Internal Medicine تبين أنه حتى دون خفض الوزن، يعتبر تغيير نمط التغذية إلى النمط المتوسطي أكثر نجاعة بـ 40% في منع الإصابة بالسكري من النوع الثاني، بالمقارنة مع الحمية قليلة الدهنيات. تم إجراء البحث السريري التدخلي على 3,541 حالة بدأ أصحابها البحث دون سكري من النوع الثاني، وكانت لديهم ثلاثة عوامل خطورة أخرى على الأقل للإصابة بأمراض القلب. أما البحث الثاني الذي تم نشره في مجلة Diabetes Care فقد كان بحثا سريريا خاضعا للرقابة تابع حالة من تم تشخيصهم مؤخرا كمصابين بالسكري، لمدة تزيد عن 8 سنوات، وتبين من خلاله أن من شأن التغذية المتوسطية أن تؤخر تطور مرض السكري بصورة أفضل مما تقوم به الحمية قليلة الدهنيات.

 

المكملات الغذائية

يجب استهلاك العناصر الغذائية الهامة، مثل مختلف الفيتامينات والمعادن، من خلال التغذية. من المفضل استشارة الطبيب قبل استخدام المكملات الغذائية - إذ أن من شأن بعضها أن يسبب الأضرار للمصابين بالسكري. بحسب الاتحاد الأمريكي للسكري (ADA) ليس من المفضل استهلاك المكملات الغذائية من نوع فيتامين C، فيتامين E وبيتا كيروتين بصورة دائمة، نظرا للخشية من المخاطر على المدى البعيد.

 

المؤشر الغلايسيمي

أحد المقاييس للاهتمام بالتغذية الصحية لدى مرضى السكري هو المؤشر الغلايسيمي  (GI, اختصارا لـ: Glycemic Index). الحديث هنا عن المؤشر الذي يحدد تأثير المادة الغذائية التي تحتوي على النشويات على مستويات السكر في الدم، بالمقارنة مع المادة الغذائية التي تحصل على نفس القيمة 100 وحدة - غلوكوز نقي.

يعتبر المؤشر الذي تم ابتكاره عام 1981 وسيلة ناجعة في الحفاظ على التغذية الصحية لدى مرضى السكري، حيث أن التوصية هي استهلاك المواد الغذائية ذات المؤشر المنخفض بالأساس- حتى 55 وحدة. هكذا مثلا، ضمن مجموعة الحبوب، تم تحديد مؤشر غلايسيمي 90 وحدة (مرتفع) للأرز الأبيض، وللأرز البني مؤشر يبلغ 55 (متوسط)، فيما تم تحديد مؤشر منخفض للجريش (50 وحدة)، والبرغل (48 وحدة)، والشوفان (34 وحدة). كذلك تم تحديد مؤشر غلايسيمي منخفض لمنتجات الألبان، البقوليات مثل العدس (29 وحدة) والفاصولياء الخضراء (48 وحدة) والباستا مثل السباغيتي (41 وحدة) والبوتيتشيني (32 وحدة)، للفواكه مثل الإجاص (38 وحدة)، البرقوق (39 وحدة)، والعنب (46 وحدة).

إلى جانب المؤشر الغلايسيمي، هنالك مؤشر إضافي تم ابتكاره بالأساس لمرضى السكري - الضغط الغلايسيمي (GL, اختصارا لـ Glycemic Load) الذي يضرب المؤشر الغلايسيمي بكمية النشويات الموجودة في الغذاء، من أجل تحديد إلى أي مدى ستؤدي المادة الغذائية إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم، بالمقارنة مع تأثير استهلاك غرام واحد من الغلوكوز على الدم.

في الأوساط الطبية، هنالك توصية باستخدام المؤشر الغلايسيمي من أجل اختيار قائمة الطعام لمرضى السكري، رغم أنه مصحوب بانتقادات معينة، في أعقاب عدم وجود الكثير من الأبحاث الداعمة، ونظرا لأن التغذية غالبا ما تدمج بين عدد من المركبات والعناصر، وتصعب عملية احتساب المؤشر الغلايسيمي بصورة ناجعة بالنسبة للخليط الذي تم اختياره لكل وجبة.

أظهرت دراسات تم نشرها مؤخرا، وبضمنها ما تم إجراؤه في معهد فايتسمان في إسرائيل، أن تأثير المواد الغذائية على مستويات السكر في الدم يختلف من شخص لآخر، ويتأثر كثيرا بالميكروبيوم - تركيبة الكائنات الحية الدقيقة التي تسكن الأمعاء.

 

القياسات

كما ذكرنا، فإن تأثير المواد الغذائية المختلفة على مستويات السكري في الدم ينبع من عدة عوامل، بما فيها الميكروبيوم والدمج بين المواد الغذائية التي يتم تناولها. جهاز قياس الغلوكوز هو الأداة الأكثر عملية لقياس ردة فعل الجسم على الوجبة. من المحبذ حيازة جهاز من هذا النوع لقياس مستويات السكر في الدم بعد تناول الوجبات، من أجل التعرف على كيفية ردة فعل الجسم على المواد الغذائية أو بعض التوليفات المعينة.

 

 

الاستشارة المهنية:

*ميخال غرشوفيتس، أخصائية تغذية سريرية ومستشارة للمصابين بمقدمات السكري ومرضى السكري، M.Med.Sci، عضوة جمعية عتيد.

* البروفيسور نعيم شحادة، مدير معهد السكري، الغدد الصماء والأيض في المركز الطبي رمبام في حيفا، رئيس الرابطة الإسرائيلية للسكري.

آخر تعديل: حزيران 2018

 

شكرا لنشر الموضوع لفائدته الجمة