معلوماتتصريح إمكانية الوصول
عرض ألوان في الموقع(* يعمل في المتصفحات الحديثة مثل كروم وفايرفوكس)عرض عاديملائم لمن لديه عمى ألوانملائم لأصحاب الرؤية الثقيلةأ+ 100%أ-إغلاق
sehatunaمرض السكريمرشدينسكري - LADA كافة التفاصيل

سكري - LADA كافة التفاصيل

ما هو السكري LADA؟ ما هي أعراضه؟ كيف بالإمكان تشخيصه؟ ما هو العلاج اللازم؟ وما هي المضاعفات المرافقة له؟ دليل


(تصوير: shutterstock)
(تصوير: shutterstock)

سكري LADA هو "سكري من النوع الأول لدى البالغين" وباللغة الطبية يسمى "السكري الكامن ذاتي المناعة لدى الكبار" (Latent Autoimmune Diabetes in Adults). يعتبر نوعا خاصا من السكري من النوع الأول - مرض ذو خلفية مناعية ذاتية، أي يحصل جرّاء اضطراب في جهاز المناعة الطبيعي في الجسم، والذي يقوم لسبب ما بإنتاج أجسام مضادة ضد نشاط خلايا بيتا - الخلايا التي تقوم بإنتاج الإنسولين في البنكرياس. بخلاف السكري من النوع الأول، والمعروف باسم "سكري الأطفال"، والذي غالبا ما تحصل الإصابة به حتى سن 20 عاما، ينشأ سكري LADA بصورة بطيئة وفي سن البلوغ. 

 

غالبا ما يتم تشخيص سكري LADA بعد عمر 30 عاما، وفي حين أن هنالك باحثين يرون أنه في الواقع "سكري الأطفال للبالغين"، هنالك من يرونه كمرض وسطي على المحور الممتد بين السكري من النوع الأول والسكري من النوع الثاني، وذلك لأنه ما عدا أن الحديث يدور عن مرض على خلفية ذاتية المناعة - مثل السكري من النوع الأول، فإن البنكرياس في سكري LADA يستمر بإنتاج الإنسولين بكميات صغيرة - بصورة مشابهة لمميزات السكري من النوع الثاني، ولذلك فإنه يسمى أيضا "السكري من النوع 1.5".

 

بحسب أقوال البروفيسور خوليو فينشطاين، مدير وحدة السكري في المركز الطبي فولفسون، "يدور الحديث عن سكري هجين، حيث من الناحية الفيسيولوجية يعتبر سبب حصوله مطابقا لما يحصل لدى الأطفال المصابين بالسكري من النوع الأول، كمرض ذاتي المناعة، لكن بخلاف الأطفال المصابين بالسكري من النوع الأول التقليدي، حيث يتم اكتشاف المرض لديهم بصورة دراماتيكية جرّاء انخفاض الوزن والعطش وفرط التبول ومستويات مرتفعة من السكر، في حالات سكري LADA يكون تطور المرض أبطأ، وعندما يتم اكتشاف المرض لا يكون من الواجب تلقي العلاج الفوري بالإنسولين، وبالإمكان التجاوب بصورة ممتازة مع العلاج الغذائي، النشاط البدني والأدوية".

 

تشير التقديرات إلى أن سكري LADA أوسع انتشارا من النوع الأول، لكن نظرا لأن الكثير من الحالات يتم تشخيصها عن طريق الخطأ كسكري من النوع الثاني، فليس من المعروف كم نسبة الأشخاص المصابين به.  بحسب التقديرات، من بين مجمل الأشخاص الذين تم تشخيصهم كمصابين بالسكري من النوع الثاني، تصل نسبة المصابين بسكري LADA عمليا إلى 30%، منهم نحو 10% من المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بعد عمر 35 عاما، وأكثر من ثلث هؤلاء تم تشخيص إصابتهم في سن أصغر. بحسب الدراسة البريطانية لمتابعة مرضى السكري (UKPDS)، يتم تشخيص الأجسام المضادة لنشاط البنكرياس، التي تدل على الإصابة بسكري LADA لدى 6% حتى 10% من مجمل من تم تشخيص إصابتهم بالسكري من النوع الثاني، بصورة من شأنها أن تدل على الخطأ بالتشخيص.

 

من الموصى به للبالغين الشباب الذين تم تشخيص إصابتهم بالسكري من النوع الثاني، ممن يعتبرون نحيفين، يحافظون على نمط حياة صحي وعلى ممارسة النشاط البدني المنتظم، أو من فقدوا وزنهم بصورة مفاجئة، استشارة الطبيب والفحص إذا ما كانوا يعانون في الواقع من سكري LADA. مع ذلك، تجدر الإشارة إلى أنه ونظرا لأن علاج البالغين من كلا نوعي السكري متشابه، كما سنفصل لاحقا، فإن التشخيص الخاطئ، في الغالب، لا يحمل أي تأثير خاص.  

 

أعراض سكري LADA

 

مع بدء نشوء سكري LADA على خلفية خلل مناعي ذاتي، تكون الأعراض المميزة الأولى:

 

- تعب متواصل طوال اليوم، وخصوصا بعد الوجبات.

 

- شعور بالضبابية.

 

- شعور بالجوع بعد الوجبة مباشرة.

 

مع نشوء المرض، عندما تقل قدرة البنكرياس على إنتاج الإنسولين، يطرأ ارتفاع في الأعراض:

 

- شعور بالعطش.

 

- الحاجة المتزايدة للتبول.

 

- عدم وضوح الرؤية

 

- شعور باللسع في الجسم.

 

من المهم التوجه إلى الطبيب عند اكتشاف الأعراض، حيث من شأن التأخر بتشخيص سكري LADA أن يؤدي إلى حصول مضاعفات السكري.  من ضمن عدّة أمور، من الممكن أن يدلّ الشعور باللسع في الجسم على حصول اعتلال عصبي سكري.

 

تشخيص سكري LADA

 

يتم تشخيص سكري LADA بناءً على وجود مختلف الأجسام المضادة لنشاط البنكرياس (IAA - اختصارا لـ Insulin AutoAntibodies)، والتي يتم العثور عليها من خلال فحوص الدم. الأجسام المضادة الأكثر انتشارا هي مضادات الـ GAD (مضادات الإنزيم Glutamic Acid Decarboxylase 65 المشارك في نشاط البنكرياس) ومضادات الخلايا الجزيرية الموسومة ICA (اختصارا لـ Islet Cell Antibodies) - وهي خلايا تقوم بإنتاج الإنسولين في البنكرياس ومضادات أخرى اسمها أنتيغين IA-2 - وبالإمكان فحص هذه الثلاثة في المختبر من خلال فحص دم.

 

لا تشير مضادات الـ GAD بالضرورة إلى الإصابة بالسكري ذاتي المناعة، وإنما من الممكن أن يدل وجودها بدلا من ذلك، أو بالإضافة إلى ذلك، على وجود أمراض في الغدة الدرقية، متلازمة تصلب العضلات، والتهاب المفاصل الروماتويدي.

 

كذلك، بالإمكان في إطار هذه الإجراءات التشخيصية، إجراء فحص دم لمستويات "البيبيتيد سي"، والذي يتم إجراؤه في إطار تشخيص السكري من النوع الثاني - وهو فحص يتيح إمكانية قياس أداء البنكرياس وكمية الإنسولين التي يتم إنتاجها في الجسم ومستوى الأجسام المضادة للإنسولين.  في المراحل الأولى من سكري LADA، من الممكن أن تكون نتيجة هذا الفحص سليمة.

 

كذلك، هنالك أجسام مضادة إضافية لنشاط البنكرياس بالإمكان العثور عليها لدى المصابين بسكري LADA، والتي تتم إضافتها في بعض الأحيان للفحوص التشخيصية، مثل "حامل الزنك 8" (ZnT8A).

 

يتم تشخيص غالبية الأشخاص المصابين بسكري LADA بواسطة نوع واحد من الأجسام المضادة فقط، وكلما ازدادت أنواع المضادات وارتفع تركيزها في الدم - تكون حدّة سكري LADA أكبر.

 

بالإضافة لوجود قسم من الأجسام المضادة التي يتم فحصها، أو جميعها، ليست هنالك معايير دقيقة لتشخيص سكري LADA، فيما هنالك خلاف على بعض المعايير الأخرى - مثل سن التشخيص والحاجة للعلاج بالإنسولين.

 

بالنسبة للجيل، في الماضي، كان من المتبع الافتراض أن السكري ذاتي المناعة من الممكن أن يحصل حتى سن 40 عاما. "كان الاعتقاد السائد في الماضي أنه إذا حصلت الإصابة بالسكري بعد سن الـ 40 - فإنه سكري من النوع الثاني، لكن اليوم، بات من المعروف أن هذا الأمر ليس صحيحاً بالضرورة، وأن سن الإنسان لا يحدد نوع السكري، وإنما بالأساس، بنية الجسم والتاريخ العائلي"، يقول البروفيسور فينشطاين، "إذا كان الحديث عن شخص نحيف ليس في عائلته مصابون بالسكري، يكون الأمر أشبه بالسكري من النوع الأول، وفي العمر المتقدم، بسكري LADA، وهنالك أشخاص يتم تشخيصهم لأول مرة كمصابين بهذا النوع من السكري في سن 80 عاما".

 

اليوم، تختلف تعريفات المنظمات الصحية المختلفة بالنسبة لجيل تشخيص الإصابة بسكري LADA، من عمر 15 عاما وما فوق وحتى عمر 30 عاما وما فوق، وبحسب مختلف التعريفات، من الممكن أن يتم التشخيص حتى سن 70 عاما أو حتى بعده. اليوم، يسود الافتراض أن الأطفال الذين يتم تشخيص إصابتهم بالسكري من النوع الثاني أيضا، الآخذ بالانتشار مؤخرا كوباء اعتبارا من جيل المراهقة على خلفية ازدياد نطاق السمنة - قد يكونوا يعانون من السكري على خلفية مناعية ذاتية الذي يتطور ببطء - أي سكري LADA. بل إن هنالك من يعتقدون أن جزءا من الازدياد الموثق بالإصابة بالسكري من النوع الثاني - هو في الواقع ازدياي بالأصابة بسكري LADA الناتج عن أسباب غير معروفة بالكامل.

 

كذلك بالنسبة للحاجة للعلاج بالإنسولين هنالك خلاف في المؤسسة الطبية، كما سنشرح لاحقا، حيث لا يقبل بعض الأطباء بأحد معايير سكري LADA التي حددها قسم من الأطباء في المجال - بشأن إمكانية الانتظار فترة ستة أشهر على الأقل دون العلاج بالإنسولين، الأمر الذي يدل على تطور المرض بصورة بطيئة.

 

تشمل المميزات التي من شانها أن تميّز سكري LADA عن السكري من النوع الثاني:

 

- انعدام المتلازمات الأيضية، بما في ذلك عدم وجود السمنة، ارتفاع ضغط الدم ومستويات مرتفعة من الكوليسترول في الدم.

 

- مقياس سمنة BMI منخفض.

 

- فرط سكر الدم الخارج عن السيطرة رغم العلاج بأدوية السكري.

 

- مؤشرات على أمراض ذاتية المناعة إضافية، مثل الأنيميا (نقص الحديد في الدم) من مصدر ذاتي المناعة وفرط نشاط الغدة الدرقية على خلفية داء غريفز.

 

مع ذلك، يعتبر تشخيص سكري LADA معقدا، وهنالك بعض الحالات من سكري LADA التي تنشأ على خلفية ذاتية المناعة، تصيب أيضا أشخاصا يعانون من الوزن الزائد والسمنة.

 

علاج سكري LADA

 

يشبه العلاج الذي يتم إعطاؤه لسكري LADA بصورة مبدئية علاج السكري من النوع الثاني - ولذلك فإن الخلط بين تشخيص المرضين لا يؤثر بصورة كبيرة.

 

صحيح أن سكري LADA يحصل على خلفية اضطراب ذاتي المناعة، لكنه يتطور ببطء، ولذلك لا تكون هنالك حاجة، في كثير من الأحيان، وفي المرحلة الأولى، للعلاج بالإنسولين، وبالإمكان الاكتفاء بعلاجات تغيير نمط الحياة - الالتزام بالتغذية السليمة، الإقلاع عن التدخين والنشاط البدني المنتظم، ولاحقا الانتقال للعلاج بمختلف أنواع الأدوية التي يتم إعطاؤها للسكري من النوع الثاني. بعد ذلك، عندما لا يكون المريض متوازنا بواسطة الأدوية - تكون هنالك حاجة للعلاج بالإنسولين.

 

بالإضافة إلى ذلك، ما يزال التوجه بشأن العلاج بالإنسولين محل خلاف في الطب، وبحسب قسم من الباحثين، حتى عندما لا يكون نشاط البنكرياس معطلا بالكامل، وبمجرد العثور على الأجسام المضادة التي تدل على الإصابة بسكري LADA - من المفضل البدء بأسرع وقت ممكن بالعلاج بالإنسولين، حتى لو لم تكن مستويات السكر في الدم مرتفعة كثيرا، وذلك بغرض الحفاظ على نشاط البنكرياس المحدود لأطول فترة ممكنة.

 

بحسب أقوال البروفيسور فنشطاين، "عند اتخاذ القرار بالانتقال للإنسولين، نأخذ بعين الاعتبار ما يرغب به المريض. الميل الأول لدي هو توصية المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بسكري LADA بالإنسولين، لكن إذا كان الحديث عن مريض يجد صعوبة بمجرد التفكير بأنه سيضطر للاستمرار بالعلاج بالإنسولين طوال حياته، وكان إيجابيا فقط لجزء من الأجسام المضادة لنشاط البنكرياس وليس لها جميعا، وليس لديه تركيز مرتفع جدا من الأجسام المضادة في الدم، بالإمكان أن أقترح عليه العلاج بتغيير نمط الحياة وبالأدوية والاستمرار بالمتابعة".

 

في إيطاليا، تم ابتكار أداة خاصة لفحص نوع الأجسام المضادة الإيجابية التي يتم تشخيصها لدى مرضى السكري ومستوى الأجسام المضادة في الدم - مقياس يطلق عليه اسم "مُعاير الأجسام المضادة"، وكذلك يقوم باحتساب مستويات البيبيتيد سي، ويقدر من خلالها ما تبقى من البنكرياس، ويساعد في توقع وتيرة تطور المرض والحاجة للانتقال للعلاج بالإنسولين. في أحد الأبحاث المعتمدة على هذه الأداة، مثلا، وضمن عمل تم نشره في كانون الأول 2014 في مجلة European Journal of Endocrinology، والمعتمد على متابعة لمدة 7 سنوات، تبين أن مستويات مضادات الـ GAD المرتفعة في إطار تشخيص سكري LADA تدل على الحاجة للعلاج بالإنسولين في أسرع وقت ممكن.

 

يتضح من الأبحاث التي تم إجراؤها في المجال، أن الأشخاص المصابين بسكري LADA ممن يتم تشخيصهم مع مضادات الخلايا الجزيرية، يحصل لديهم توقف نشاط خلايا بيتا في البنكرياس الذي يستدعي الانتقال للإنسولين بصورة تدريجية خلال خمس سنوات بالمعدل.

 

مضاعفات سكري LADA

 

بخلاف السكري من النوع الأول التقليدي، في حالات سكري LADA، بالإضافة إلى علاج المرض نفسه - هنالك حاجة للتعامل مع الأمراض الأخرى المرافقة المرتبطة أحيانا بالجيل المتقدم، مما يستدعي علاجات إضافية، بغية تحسين جودة حياة المرضى وتفادي المضاعفات.

 

عموما، أحد المضاعفات الأكثر خطورة على الحياة المرتبطة بسكري LADA هو الحماض الكيتوني السكري، وخصوصا في المرحلة التي يفقد البنكرياس فيها كامل قدرته تقريبا على إفراز الإنسولين. لذلك، على المرضى الذين يتم تشخيص إصابتهم بسكري LADA الحذر من علامات التنبيه للحماض الكيتوني السكري، وبضمنها آلام البطن الشديدة والغثيان/ التقيؤ، وكذلك فقدان الشهية، التنفس العميق والسريع (تنفس كوسماول)، وتيرة نبض قلب سريعة، الشعور بالمرض، رائحة حادة في الفم تشبه رائحة طلاء الأظافر (الأتسيتون)، بلبلة أو فقدان الاتجاهات وتغييرات في حالة الوعي.

 

كذلك، هنالك مضاعفات طويلة الأمد لسكري LADA لها صفات تميز كافة مضاعفات السكري والتي تصح أيضا بالنسبة للأشخاص المصابين بالسكري من النوع الثاني والسكري من النوع الأول، وتشمل هذه المضاعفات:

 

- أمراض القلب والأوعية الدموية: في حالات حصول أمراض القلب والأوعية الدموية على خلفية سكري LADA - تزداد مخاطر التعرض لنوبات فرط سكر الدم.

 

- اعتلال الشبكية السكري والعمى.

 

- اعتلال عصبي سكري.

 

- مضاعفات في الكلى (اعتلال الكلى) والدياليز.

 

- تقرحات في القدم وبتر الاطراف (القدم السكرية).

 

 

* استشارة مهنية: البروفيسور خوليو فينشطاين، مدير وحدة السكري في المركز الطبي فولفسون

 

آخر تعديل: آب 2018