معلوماتتصريح إمكانية الوصول
عرض ألوان في الموقع(* يعمل في المتصفحات الحديثة مثل كروم وفايرفوكس)عرض عاديملائم لمن لديه عمى ألوانملائم لأصحاب الرؤية الثقيلةأ+ 100%أ-إغلاق
sehatunaمرض السكريمرشدينمرضى السكري وصيام شهر رمضان الفضيل

مرضى السكري وصيام شهر رمضان الفضيل

يعتبر صيام شهر رمضان تحديا كبيرا لمرضى السكري وللطاقم المعالج فالصيام من جهة أحد أركان الإسلام التي يحرص كل مسلم على أدائها ومن جهة ثانية أثبتت أبحاث عديدة أن الصيام قد يهدد صحة فئات معينة من مرضى السكري ويعرضهم لمخاطر عدة


(تصوير: shutterstock)
(تصوير: shutterstock)

يعتبر صيام شهر رمضان تحديا كبيرا لمرضى السكري وللطاقم المعالج فالصيام من جهة أحد أركان الإسلام التي يحرص كل مسلم على أدائها ومن جهة ثانية أثبتت أبحاث عديدة أن الصيام قد يهدد صحة فئات معينة من مرضى السكري ويعرضهم لمخاطر عدة. في أحد أكبر الأبحاث في هذا المجال والذي شمل 13 دولة عربية وإسلامية قدرت نسبة مرضى السكري الذين يصومون رمضان ب 43% من مرضى السكري النوع الأول و 79% من مرضى السكري النوع الثاني ليكون بذلك تقدير عدد مرضى السكري الذين يصومون رمضان حوالي 60 مليون شخص, الأمر الذي استدعى وجوب اعداد إرشادات خاصة لمرضى السكري في رمضان من أجل تجنيبهم مخاطر الصيام.

 

مخاطر الصيام

صيام مريض السكري في رمضان قد يعرضه في حالات معينة لمخاطر عدة، أهمها:

 

  • ارتفاع حاد في مستوى السكر في الدم: اذ ارتفعت نسبة المرضى الذين يرقدون للعلاج في المستشفى بسبب ارتفاع السكر ب 5 أضعاف لدى مرضى السكري النوع الثاني و3 أضعاف لدى مرضى السكري النوع الأول. ينبع ذلك من عدة أسباب: وجبة افطار غنية بالكربوهيدرات، التقليل بشكل كبير من كمية الانسولين أو بعض الأدوية المخفضة لنسبة السكر أو حتى التوقف عنها في رمضان خوفا من حالات هبوط السكر. هذا الارتفاع بمستوى السكر في الدم قد يؤدي الى مخاطر عدة:
    • حمضية وكيتونية الدم (تعتبر من الحالات الخطرة والتي تستدعي الرقود في قسم العلاج المكث في المستشفى وقد تصيب بشكل خاص مرضى السكري النوع الأول إذا امتنعوا عن حقن الانسولين أو عند اصابتهم بحالة مرضية حادة).
    • الجفاف لأن ارتفاع السكر في الدم من شأنه أن يقود الى ظهور السكر في البول وبالتالي فقدان عال للسوائل بسبب التبول الزائد وإذا اقترن ذلك بصيام عن تناول الطعام والشراب في يوم حار فقد تكون نسبة الجفاف عالية وتؤدي في بعض الحالات الى الفشل الكلوي.
    • زيادة نسبة تخثر الدم في الأوردة النابع من اللزوجة العالية للدم نتيجة الجفاف فقد أظهرت الأبحاث زيادة تقدر بثلاث أضعاف لحالات تخثر الدم في وريد الشبكية في العين لدى مرضى السكري الصائمين في رمضان.
  • ارتفاع حاد في نسبة حالات هبوط السكري: الذي يستوجب الذهاب للعلاج في المستشفى، فقد ارتفعت هذه النسبة ب 4.7 أضعاف لدى مرضى السكري النوع الأول و 7.5 أضعاف لدى مرضى السكري النوع الثاني. هذا الأمر ناتج من عدم تلقي ارشاد كاف قبل وخلال شهر رمضان بشأن تغيير نوع الدواء أو مقدار جرعة الدواء المخفض للسكر أثناء الصيام. حالات هبوط السكري قد تؤدي الى حالات الاغماء، الوقوع، احداث كسور في الجمجمة أو الأطراف، عدم انتظام دقات القلب ومخاطر أخرى.

 

من هم مرضى السكري المعرضون لهذه المخاطر؟

 

لا بد من التأكيد أن معظم مرضى السكري النوع الثاني يستطيعون الصيام بأمان في رمضان شرط تلقي الارشاد اللازم قبل وأثناء شهر رمضان الا أن ثمة فئة من مرضى السكري لا يمكنها الصيام في رمضان. لذا تم تصنيف مرضى السكري الى اربع فئات:

الفئة الأولى: المصابون بالسكري ذوو الاحتمالات الكبيرة جدا للمضاعفات الخطيرة بصورة مؤكدة:

  • حدوث هبوط السكر الشديد أو المتكرر أو فقدان الحس بنقص السكر (خلال الأشهر الثلاثة التي تسبق رمضان)
  • حدوث الغيبوبة السكرية) الحماض الكيتوني أو فرط التناضح) خلال الشهور الثلاثة التي تسبق رمضان
  • المصابون بأمراض حادة اخرى مرافقة للسكري
  • الذين يمارسون مضطرين أعمالا بدنية شاقة
  • الذين يجرى لهم غسيل كلى
  • اثناء الحمل

الفئة الثانية: وجود احتمال كبير لحدوث مضاعفات نتيجة الصيام والتي يغلب على ظن الأطباء وقوعها وتشمل:

  • ارتفاع السكر (180-300ملغ/دسل) والخضاب السكري (HBA1C) < 10%
  • قصور كلوي
  • اعتلال القلب والشرايين الكبيرة
  • أمراض أخرى تضيف أخطاراً إضافية عليهم
  • الذين يسكنون بمفردهم
  • كبار السن المصابون بأمراض أخرى
  • الذين يتلقون علاجات تؤثر على العقل

في هاتين الفئتين تم البت من قبل مجمع الفقه الإسلامي في سنة 2010 بأنه " يتعين شرعاً على المريض ان يفطر ولا يجوز له الصيام، درءً للضرر عن نفسه".

أما مرضى السكري المنتمون للفئة الثالثة والرابعة فهم ذوو الاحتمالات المتوسطة والمنخفضة للتعرض للمضاعفات نتيجة الصيام ويشمل ذلك المصابين بالسكري ذوي الحالات المستقرة والمسيطر عليها بمجرد الحمية أو بتناول الأدوية التي لا تشمل الانسولين. هؤلاء المرضى يستطيعون الصيام في رمضان شرط تلقي ارشاد لصيام آمن في رمضان.

 

ما هي التوصيات اللازم اتباعها لصيام آمن في رمضان؟

 

من الضرورة أن نؤكد بضرورة الرجوع للطبيب المعالج، والاستفسار عن إمكانية مواصلة العلاج خلال الشهر، أو الامتناع نهائيا عن الصيام. وفي حالة موافقة الطبيب على الصيام، هذه بعض النصائح الهامة، التي تساعد المريض في الحفاظ على توازن نسبة السكر بالجسم:

  • فحص نسبة السكر بانتظام

من الخطوات الهامة جدا للتحكم في نسبة السكر بالجسم، خلال شهر رمضان، حيث ينصح بإجراء الفحص الذاتي للسكر بوتيرة عالية خلال الشهر، ومن المحبذ القيام بالفحص قبل كل وجبة فطور وما بعدها، وبعد السحور وفي أثناء الصيام ولدى الشعور بأعراض هبوط السكر والتي تشمل: تعرق, ازدياد خفقان القلب, رعشة في الأطراف, تشويش وعوم وضوح الكلام.

  • وجوب كسر الصيام في الحالات التالية:

    • إذا كان السكر أقل من 60
    • إذا كان السكر أقل من 70 في الساعات الأولى للصيام بالذات إذا تناول المريض الانسولين أو محفز افراز الانسولين لدى وجبة السحور
    • إذا كان السكر أكثر من 300
    • في أيام المرض            
  • التغذية السليمة:

    • ضرورة الالتزام بوجبة السحور
    • ينصح بتناول وجبات فطور صغيرة متعددة
    • تجنب الاطعمة المالحة
    • التقليل من الحلويات والأغذية الدسمة
    • شرب السوائل الصحية: ينبغي شرب من 8-10 أكواب من الماء يوميا (بعد الفطور)، وينصح بتجنب المشروبات التي ترفع مستويات السكر في الدم مثل العصير، والمشروبات الغازية، ومشروبات الطاقة، والمشروبات الساخنة المحلاة بالسكر
  • الرياضة: لا بد من تجنب ممارسة الرياضة أثناء ساعات الصيام

 

العلاج الدوائي للسكري في شهر رمضان

هذا المقال لن يفصل التغييرات اللازمة للعلاج قبيل شهر رمضان ولكن لا بد من التنويه أنه تتوفر الكثير من الأدوية التي أثبتت الأبحاث نجاعتها وسلامة استعمالها في رمضان. لذلك، ننوه بضرورة استشارة الطبيب قبل شهر رمضان بالنسبة لتغير العلاج الدوائي حتى نضمن رمضان خاليا من المخاطر.

 

وختامًا

يستطيع معظم مرضى السكري الصيام في رمضان دون تعريض أنفسهم لمخاطر الصيام ولكن ذلك يلزمهم تلقي ارشاد من قبل الطاقم المعالج قبل وأثناء رمضان لأن الصيام الآمن يستوجب تغذية سليمة وقياس متكرر لمستوى السكر وتغيير في العلاج من قبل الطبيب المختص. علاوة على ذلك فقد يشكل شهر رمضان فرصة ذهبية لتحسين توازن السكر في الدم لتكون الفائدة خلال وبعد شهر رمضان إذا تم الالتزام فعلا بهذه التعليمات.

بالمقابل، يشترك الدين والعلم في ضرورة تجنيب فئات معينة من مرضى السكري مخاطر الصيام ولذلك لا بد من استشارة الطبيب قبل الاقدام على الصيام في شهر رمضان.

نتمنى لكم صيامًا آمنًا

رمضان كريم