معلوماتتصريح إمكانية الوصول
عرض ألوان في الموقع(* يعمل في المتصفحات الحديثة مثل كروم وفايرفوكس)عرض عاديملائم لمن لديه عمى ألوانملائم لأصحاب الرؤية الثقيلةأ+ 100%أ-إغلاق
sehatunaمرض السكريمرشدينفحص مخزون السكر التراكمي (HbA1C)

فحص مخزون السكر التراكمي (HbA1C)

لماذا يستخدم فحص مخزون السكر التراكمي ( HbA1C)؟ ما هي قيم الـ HbA1C السليمة؟ ومتى ليس بالإمكان الاعتماد على الفحص؟ دليل


(تصوير: shutterstock)
(تصوير: shutterstock)

يشير فحص مخزون السكر التراكمي إلى مستوى السكر في الدم خلال الأشهر الثلاثة التي سبقت الفحص. يتم استخدام الفحص منذ سنوات كوسيلة هامة لمتابعة وضعالمصابين بالسكري، لكنه أصبح، خلال السنوات القليلة الماضية، أكثر استخداما في المراحل الأولى منتشخيصالمرض.

 

ما هو مخزون السكر التراكمي (A1C)؟
 

مخزون السكر التراكمي - المعروف بلقب HbA1C (اختصارا لـ Hemoglobin A1C) – هو تركيبة أحد عناصرها هو بروتينات الهيموغلوبين، أي البروتينات الموجودة في خلايا الدم الحمراء والتي تستخدم في حمل الأوكسجين إلى مختلف خلايا الجسم.

 

ينتج مخزون السكر التراكمي عن تفاعل يحصل في الدورة الدموية بين جزيئات الهيموغلوبين وجزيئات السكر (الجلوكوز)، ويطلق على هذا التفاعل بالمصطلحات الطبية اسم "جلكزة غير إنزيمية". كلما كان مستوى السكر في الدم أعلى، تمر كمية أكبر من الهيموغلوبين بعملية الجلكزة، وتكون مستويات مخزون السكر التراكمي أعلى.

 

بعد أن يتحول إلى مركب - يبقى مخزون السكر التراكمي جليكوزيلاتيا طوال حياته، ونظرا لأن معدل عمر كريات الدم الحمراء التي تحمل في داخلها مخزون السكر التراكمي يصل إلى 3 - 4 أشهر، فإن فحص مخزون السكر التراكمي  يعتبر فحصا موثوقا بهدف قياس مستوى الجلوكوز في الدم كما كان عليه خلال الأشهر الثلاثة التي سبقت إجراء الفحص.

 

لماذا يستخدم فحص HbA1C؟

 

متابعة مرضى السكري

 

تم إدارج فحص مخزون السكر التراكمي كفحص روتيني لقياس مستوياتالسكر في الدملدى مرضى السكري اعتبارا من العام 1976.

 

يستخدم الفحص بالأساس من أجل متابعة وضع المرض وتقييم نجاعة علاجات السكري واهتمام المرضى بمستويات سليمة من السكر في الدم خلال فترة متواصلة - أي التجاوب مع العلاج.

 

اليوم، يعتبر فحص HbA1C أكثر الفحوص الموصى بها من أجل متابعة وضع توازن السكر لدى الأشخاص المصابين بالسكري، نظرا لأنه بالإمكان إجراؤه دون صوم - بخلاف فحص مستويات السكر في الدم، ونظرا للدقة الأكبر في فحص وضع توازن السكر على مدار فترة طويلة، لكنه أغلى ثمنا من فحص الجلوكوز في حالة الصوم، ولذلك فإنه ما يزال غير متوفر في كثير من الدول كفحص روتيني.

 

بموجب معطيات منظمة الصحة العالمية (WHO)، هنالك فرق في العالم بين الدول والمناطق في نسب إجراء فحوص مخزون السكر التراكمي للمصابين بالسكري بصورة روتينية: في منطقة أوروبا التابعة للمنظمة، يتم إجراء هذه الفحوص لـ 81% من السكان المشخصة إصابتهم بالسكري، وفي منطقة غرب الباسيفيك التي تشمل أستراليا، يتم إجراء الفحص بصورة روتينية لـ 57% من المصابين بالسكري، في منطقة أمريكا التي تشمل الولايات المتحدة، كندا ومركز أمريكا الجنوبية، يتم إجراؤها لـ 50% من المصابين بالسكري، في منطقة الشرق الأوسط التي تشمل الدول العربية والخليج الفارسي يتم إجراؤها لـ 40% من المصابين بالسكري، وفي دول إفريقيا يجريها 5% من المصابين بالسكري، بينما ليس من المتبع نهائيا إجراء هذا الفحص كفحص روتيني في دول الشرق الأقصى.

 

تشخيص السكري

 

عام 2010 تم في الولايات المتحدة تبني فحص مخزون السكر التراكمي، من قبل رابطة السكري الأمريكية (ADA) كمقياس إضافي لتشخيص السكري ومقدمات السكري، وتم لاحقا تبنيه في دول إضافية.

 

كبف ومتى يتم إجراء فحص مخزون السكر التراكمي؟

 

يدور الحديث عن فحص دم بسيط يتم إجراؤه من خلال أخذ عينة دم من الوريد أو بالوخز في الأصبع. بخلاف الفحص العادي لمستوى السكر في الدم، بالإمكان إجراء فحص الدم لقياس مستويات HbA1C في أية ساعة من ساعات اليوم، ودون صوم.

 

حتى سنة 2018، توصي رابطة السكري الأمريكية (ADA) بإجراء فحص مخزون السكر التراكمي مرتين على الأقل في السنة للمرضى الذين يستوفون الأهداف المحددة، وأربع مرات في السنة (مرة كل فصل) للمرضى الذين لا يستوفون الأهداف المحددة أو الذين تم تغيير الدواء المعطى لهم.

 

فحوص مخزون السكر التراكمي موصى بها كفحوص استقصاء لتشخيص السكري من النوع الثاني، لكن من أجل تشخيص السكري من النوع الأول ضمن فحص استقصائي في حالات وجود علامات لنقص السكر في الدم، من المفضل إجراء فحص مستويات الجلوكوز في الدم.

 

ما معنى قيم الـ HbA1C؟

 

تشكل قيم الـ HbA1C نسبا مئوية تعبر عن نسبة مخزون السكر التراكمي من مجمل كمية الهيموغلوبين في سائل الدم - كلما كان تركيز السكر في سائل الدم أعلى، تزداد معه قيم الـ HbA1C.

 

في بعض الدول، من المتبع عدم إعطاء نتائج الفحص بالنسب المئوية وإنما بقيمة مليمول الجلوكوز لكل مول دم (mmol/mol).

 

بالإمكان تحويل قيم مخزون السكر التراكمي والحصول على معدل قيم السكر في الدم خلال الأشهر الثلاثة الماضية، سواء بقيم مستويات السكر في الدم كما تسمى في فحوص المختبر الاعتيادية (بقيم ملغم جلوكوز لكل ديسيلتر دم)، أو بمستويات مليمول جلوكوز لكل مول دم: مثلا، مستوى 6% من HbA1C يعني مستوى جلوكوز في الدم يبلغ 126 ملغم لكل ديسيلتر (في المجال بين 100-152 وحدة) أو مستوى 7 mmol/mol (في المجال بين 5.5-8.5 وحدات).

 

ما هي قيم الـ HbA1C السليمة؟

 

قيم مخزون السكر التراكمي في متابعة مرضى السكري:

 

في حين يعتبر مستوى 6% من الـ HbA1C لدى الأشخاص المعافين 6% (أي 42 mmol/mol) سليما، يعتبر المستوى الذي يقل عن 7% لدى مرضى السكري مستوى سليما بموجب توصيات رابطة السكري الأمريكية (ADA)، بينما بموجب توصيات منظمة الصحة العالمية (WHO)، اتحاد أطباء الغدد الصماء الأمريكي (AACE) والاتحاد العالمي للسكري (IDF)، تعتبر النسبة التي تقل عن 6.5% (أي 48 mmol/mol) نسبة سليمة.

 

بموجب توصيات رابطة السكري الأمريكية (ADA) للعام 2018، يصل الهدف الذي تم تحديده للبالغين المصابين بالسكري من غير الحوامل، إلى 7% (53 nmol/mol)؛ حتى 6.5% (48 mmol/mol) لدى المرضى المصابين بالسكري من النوع الثاني، المتوازن بواسطة تغيير نمط الحياة والعلاج الدوائي بواسطة الميتفورمين فقط، السكري من النوع الثاني قصير الأمد، والمصابين بالسكري دون نوبات جدية لنقص السكر في الدم ممن لا يتناولون كثيرا من الأدوية للأمراض المزمنة؛ وحتى 8% لدى المرضى ذوي سجل طبي يشمل نوبات كثيرة من نقص السكر في الدم، الكثير من المضاعفات المرافقة للسكري و/أو معدل حياة محدود.

 

بحسب المقاييس المتعارف عليها في الأدبيات الطبية، يشير المستوى الذي يزيد عن 9% (75 mmol/mol) إلىمشكلة في التجاوب مع العلاج الدوائي.

 

تجدر الإشارة إلى أن عددا من الأبحاث تحذر منالمحاولات المكثفة أكثر مما يجب لخفض مستويات الـ HbA1C. أظهر بحث تم نشره خلال شهر أيلول 1993 في مجلة New England Journal of Medicine أنه على الرغم من حسنات العلاج المكثف لمنع مضاعفات السكري، وبالأساس تخفيض 76% من مخاطر حصول الأضرار في الشبكية (اعتلال الشبكية)، فإن مثل هذا العلاج يزيد من مخاطر نوباتنقص سكر الدمالشديدة بنسبة 2 - 3 أضعاف.

 

قيم مخزون السكر التراكمي في تشخيص السكري:

 

بموجب توصيات الاتحاد العالمي للسكري (IDF)، الرابطة الأوربية لأبحاث السكري (EASD) ورابطة السكري الأمريكية - (ADA) فإن المستوى الذي يزيد عن 6.5% (أي 48 mmol/mol) يتم تشخيصه كإصابة بالسكري، رغم إمكانية ظهور مستوى يقل عن 6.5% لدى المصابين بالسكري الذين تم تشخيصهم من خلال فحوص التشخيص الاعتيادية لفحص مستوى الجلوكوز في الدم.

 

معنى المستويات الواقعة بين 5.7% و 6.4% هومقدمات السكري (46-39 mmol/mol) - وهي حالة تشير إلى خطورة زائدة للإصابة بالسكري.

 

كيف بالإمكان التأثير على قيم الـ HbA1C؟

ليس فقط التغييرات في تركيبة الدواء أو المواظبة على العلاج الدوائي هو ما يؤدي إلى انخفاض قيم مخزون السكر التراكمي، وإنما أيضا الاهتمام بالتغذية السليمة والنشاط البدني. تظهر الأبحاث أن من شأن النشاط البدني المنتظم أن يؤدي إلى انخفاض بنسبة 0.9% بقيم الـ HbA1C بعد عدّة أشهر. وقد وجد تحليل معطيات 14 بحثا تم نشره عام 2014 في مجلة Diabetologia أن من شأن النشاط البدني الهوائي (الأيروبيكا) بالنسبة للمصابين بالسكري من النوع الثاني، أن يكون أكثر نجاعةفي خفض مستويات مخزون السكر التراكمي   بالمقارنة مع تمارين المقاومة. تبين كذلك أن الدمج بين النشاطين كان أكثر فاعلية في تخفيض مستويات مخزون السكر التراكمي بالمقارنة مع النشاط الإيروبيكي أو تمارين المقاومة منفردة.

 

متى ليس بالإمكان الاعتماد على فحص الـ HbA1C؟

 

من المتبع في العالم الاعتماد على نتائج فحصين لتشخيص السكري، وهما في الغالب فحص مستويات السكر في الدم في حالة الصوم وفحص مخزون السكر التراكمي عندما لا تكون نتيجة الـ HbA1C ملائمة لنتائج قياس بسيط لمستويات السكر في الدم، تكون الفرضية أن هنالك عوامل تؤثر على النتيجة.

 

لدى عدد من الفئات، ليس بالإمكان الاعتماد علىمخزون السكر التراكمي كفحص لتشخيص السكري، بما في ذلك لدى الأطفال والمراهقين الذين لا تكون نتائج الفحص لديهم واضحة، الأشخاص الذين هنالك شك بإصابتهم بالسكري من النوع الأول - والذين من المفضل لديهم إجراء فحص مستويات السكر في الدم كفحص تشخيصي، وكذلك الأشخاص الذين لديهم أعراض سكري ظهرت أول مرة قبل أقل من شهرين، الأشخاص الذين يتناولون الأدوية التي من شأنها أن تؤدي إلى ارتفاع سريع في مستويات السكر في الدم - مثل الاسترويدات والأدوية المضادة للذهان، الأشخاص الذين لديهم تضرر في البنكرياس - وبضمنها جراحات البنكرياس، النساء الحوامل وكذلك الأشخاص الذين يعانون من أمراض و/أو طفرات من شأنها أن تؤثر على مستويات مخزون السكر التراكمي، مثلا مدمني الكحول، الفشل الكلوي المزمن ونقص الفيتامين B12 التي من شأنها أن تزيد مستويات الـ HbA1C، وأمراض الكبد المزمنة وبعض الأمراض الالتهابية التي من شأنها خفض مستواه في الدم.

 

بحسب الأبحاث التي تم تلخيصها في المعهد القومي الأمريكي للسكري وأمراض الهضم والكلى(NIDDK)، من الممكن ألا تكون فحوص مخزون السكر التراكمي دقيقة بالنسبة للأشخاص من الشرق الأوسط ومن أصول أفريقية وجنوب آسيوية أو الأشخاص الذين تربطهم علاقة قربى مع المصابين بمرض التلاسيميا وفقر الدم المنجلي. وذلك نظرا لأن هنالك احتمال أكبر بأن يكون لدى الأشخاص من هذه المجموعات هيموغلوبين من نوع أقل انتشارا يسمى "الهيموغلوبين المتغير الجيني"، والذي من شأنه أن يؤثر على نتائج الفحص.

 

هل فحص مخزون السكر التراكمي دقيق؟

 

ما يزال هنالك خلاف في المجتمع الطبي حول طريقة انعكاس مستويات السكر من خلال فحص الـ HbA1C. هنالك باحثون يدّعون أن الفحص لا يعكس نتائج مستويات السكر في الدم خلال الأشهر الثلاثة التي سبقت إجراءه، وإنما يعطي صورة عن فترة أقل تتراوح بين 2 - 4 أسابيع الماضية فقط، وذلك اعتمادا على أبحاث أظهرت أن إعطاء العلاج الدوائي لخفض مستويات السكر في الدم يؤدي إلى تغيير مستويات الـ HbA1C بعد 20 يوما بالمعدل.

 

 

 

* ساهم في إعداد المقالة البروفيسور نعيم شحادة، مدير معهد السكري، الغدد الصماء والأيض في المركز الطبي رمبام في حيفا، رئيس الرابطة الإسرائيلية للسكري.

 

 

 آخر تعديل: نيسان 2018

 

 

medo
03/12/21 5:16

جميل بارك الله فيك

Nadir.Senoussi.
15/03/21 5:52

شكرا جزيلا على المعلومات