معلوماتتصريح إمكانية الوصول
عرض ألوان في الموقع(* يعمل في المتصفحات الحديثة مثل كروم وفايرفوكس)عرض عاديملائم لمن لديه عمى ألوانملائم لأصحاب الرؤية الثقيلةأ+ 100%أ-إغلاق
sehatunaمرض السكريمرشدينالسكري من النوع الأول (سكري الأطفال)

السكري من النوع الأول (سكري الأطفال)

ما هو السكري من النوع الأول (سكري الأطفال)؟ كيف نفرّق بين السكري من النوع الأول والسكري من النوع الثاني؟ ما هي أعراض المرض؟ ما هي الأعراض التي تشير إلى حالة طوارئ؟ وكيف نتعايش مع السكري من النوع الأول؟


(تصوير: shutterstock)
(تصوير: shutterstock)

السكري من النوع الأول، المعروف أيضا بـ"سكري الأطفال"، هو مرض ذاتي المناعة يتّسم بتدمير خلايا بيتا - الخلايا التي تنتج الإنسولين في البنكرياس. لدى الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الأول، يقوم الجهاز المناعي، الذي من المفترض أن يحمينا من العوامل المعادية، ولسبب لم يتضح بعد، بتشخيص خلايا بيتا - عن طريق الخطأ - كعدو، فيقوم بمهاجمتها وتدميرها تدريجيا، إلى أن يتوقف إنتاج الإنسولين.

 

بدون الإنسولين، تتراكم السكريات في الدم وتخلق حالة من نقص السكر في الخلايا، الأمر الذي من شأنه أن يسبب أضرارا خطيرة. لذلك، يحتاج الأشخاص المصابون بالسكري من النوع الأول للإنسولين من مصدر خارجي طوال حياتهم.

 

صحيح أن السكري من النوع الأول يستدعي حقن الإنسولين، المتابعة الدائمة لمستويات السكر في الدم والاهتمام بالتغذية السليمة، لكن بالإمكان العيش حياة عادية إلى جانب هذا المرض، في كل المجالات.

 

ما هي أعراض السكري من النوع الأول؟

 

تميل الأعراض الشائعة للسكري من النوع الأول للنشوء خلال فترة زمنية قصيرة جدا، تبلغ أياما أو أسابيع لدى الأطفال والبالغين الشباب. يميل السكري من النوع الأول لدى البالغين (والذي سنتوسع بالحديث عنه لاحقا) إلى النشوء والتطور ببطء أكبر.

 

تشمل الأعراض الأساسية للسكري من النوع الأول الشعور بالعطش الشديد، والذي يكون مصحوبا في كثير من الأحيان بجفاف الفم، فرط التبوّل, التعب الشديد وكذلك انخفاض غير مفسّر بالوزن وفقدان الكتلة العضلية. من الممكن أن تكون هذه الأعراض مصحوبة بأعراض إضافية، وبضمنها: تغييرات في الشهية، عدم وضوح الرؤية، حكة في العضو التناسلي، العديد من الظواهر الجلدية، آلام البطن، الغثيان والتقيؤ ورائحة فواكه في النفس.

 

في حال ظهور مؤشرات مثيرة للشك بالإصابة بالسكري، من المهم التوجه للطبيب لإجراء الفحوص البسيطة وتشخيص المرض خلال أسرع وقت ممكن. من الممكن أن يشكل السكري من النوع الأول، إذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب، خطرا على الحياة.

  

ما هي الأضرار التي يمكن أن يسببها السكري من النوع الأول؟

 

بسبب نقص الإنسولين، تنشأ حالة من نقص السكر في الخلايا، ويضطر الجسم للبحث عن مصادر بديلة للطاقة، فيقوم بتفكيك وتحليل مخازن الدهون والعضلات الموجودة في أنسجة الجسم. بموازاة ذلك، يرتفع مستوى السكر في الدم كثيرا، الأمر الذي من الممكن أن يؤدي على المدى البعيد إلى المس بالأوعية الدموية، العينين، القلب، الكلى والأعصاب.

 

من أجل الحدّ من مخاطر المضاعفات، وبالإضافة إلى الحفاظ على توازن مستويات السكر في الدم قدر الإمكان، من المهم أن نكون واعين للمضاعفات الممكن حصولها والالتزام بالمتابعة الموصى بها، بغرض تشخيص المشاكل وعلاجها في أبكر مرحلة ممكنة.

  

بالإضافة إلى أعراض المرض والمضاعفات طويلة الأمد التي من الممكن أن تنشأ، من الممكن أن تحصل ثلاث حالات خطورة طبية أساسية لدى الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الأول: مستوى أقل مما يجب من السكر في الدم - نقص سكر الدم، مستوى أعلى مما يجب من السكر في الدم - فرط سكر الدم، وكذلك الحماض الكيتوني السكري.

 

تحصل حالة الحماض الكيتوني السكري جرّاء إنتاج الكيتونات في الدم، بسبب تفكيك الدهون. يشكل الحماض الكيتوني السكري حالة طوارئ تستدعي تلقي العلاج، وإلا فسيكون هنالك خطر حقيقي على الحياة.

 

تشمل علامات التحذير من الحماض الكيتوني السكري التي تستدعي التوجه الفوري إلى الطبيب، آلام البطن الشديدة والغثيان/ التقيؤ، وكذلك فقدان الشهية، التنفس العميق والسريع (تنفس كوسماول)، وتيرة نبض قلب سريعة، الشعور بالمرض، رائحة حادة في الفم تشبه رائحة طلاء الأظافر (الأسيتون)، بلبلة أو فقدان الاتجاهات وتغييرات في حالة الوعي.

  

ما الفرق بين السكري من النوع الأول والسكري من النوع الثاني؟

 

السكري - على اختلاف أنواعه - هو مرض مزمن يتسم بمستويات سكر أعلى مما يجب في الدم. كما ذكرنا، ينشأ السكري من النوع الأول عن اضطراب في إنتاج الإنسولين، والذي يحصل في أعقاب مهاجمة الجهاز المناعي في الجسم للخلايا التي تنتج الهورمون، إلى أن يتوقف إنتاج الإنسولين في الجسم تماما.

 

السكري من النوع الثاني، وهو مرض أكثر انتشارا، ليس مرض مناعة ذاتية. عادة ما ينشأ نتيجة لمشاكل في عملية الأيض في الجسم و/أو السمنة الزائدة، التي تؤدي إلى انخفاض عدد خلايا بيتا وتراجع قدرتها على إفراز الإنسولين. في الغالب (ليس دائما)، يتم تشخيص هذا النوع من السكري، لدى متلقي العلاج السمينين أو ذوي الوزن الزائد. في السكري من النوع الثاني، بالإمكان في كثير من الأحيان، من خلال خفض الوزن، التغذية السليمة والنشاط الجسدي (الرياضي) منع استمرار المس بخلايا بيتا وتفاقم الحالة المرضية وعدم الاحتياج للإنسولين، بل وحتى للأدوية.

 

في الماضي، كان يطلق على السكري من النوع الثاني اسم "سكري البالغين"، لكنه أًصبح اليوم أكثر انتشارا لدى الأطفال أيضا، على خلفية وباء السمنة الزائدة.

 

في أية أعمار ينشأ السكري من النوع الأول؟

 

يكون غالبية من يتم تشخيص إصابتهم بالسكري من النوع الأول بجيل الطفولة أو الشباب - في الغالب بعمر 20 عاما وما دون. تكون ذروة ظهور المرض بسن 4 إلى 7 سنوات، وفي سن المراهقة. مع ذلك، من الممكن أن يظهر المرض في أي عمر - حتى لدى المواليد والبالغين.

 

يسمى السكري من النوع الأول الذي يتم تشخيصه لدى البالغين "السكري الكامن ذاتي المناعة لدى الكبار" (Latent Autoimmune Diabetes in Adults)، وباختصار سكري LADA.

 

بخلاف السكري من النوع الأول، ينشأ سكري LADA - الذي يظهر في الغالب بعد عمر 30 عاما - ببطء. كذلك، وبالرغم من أن الحديث يدور عن مرض ذي خلفية مناعية، يستمر البنكرياس عند الإصابة بسكري LADA بإنتاج الإنسولين بكميات صغيرة - بما يشبه مميزات السكري من النوع الثاني.

 

كيف يتم تشخيص السكري من النوع الأول؟

 

يعتمد تشخيص السكري على فحص مستويات السكر في الدم. بعد تشخيص السكري في أعقاب ارتفاع مستويات السكر في الدم، يبقى علينا تشخيص نوع السكري الذي يدور الحديث عنه.

 

تتيح صفات متلقي العلاج والأعراض، في الكثير من الأحيان، إمكانية المساعدة في تحديد إذا ما كان الحديث يدور عن سكري من النوع الأول أم من النوع الثاني، نظرا لأن السكري من النوع الثاني أكثر ارتباطا بالأشخاص ذوي الوزن الزائد أو السمنة المفرطة، عندما يكون هنالك سكري في العائلة ودون أن تكون مستويات السكر في الدم مرتفعة بصورة استثنائية، ويتم الكشف عنه بطريق الصدفة. في مقابل ذلك، يظهر السكري من النوع الأول في الغالب لدى الأشخاص الصغار بالسن، مع أعراض حادّة مثل انخفاض الوزن وجفاف الفم، التبول الزائد وانخفاض الوزن، وغالبا ما لا يكون هنالك أفراد آخرون في العائلة مصابين بالسكري.

 

للأسف، في كثير من الأحيان يتم تشخيص الإصابة بالسكري بعد أن يكون متلقو العلاج قد وصلوا إلى حالة من الحماض الكيتوني السكري - في مثل هذه الحالة يكون احتمال الإصابة بالسكري من النوع الأول كبيرا جدا.

 

عند تحديد التشخيص، بالإمكان الاستعانة بفحص دم لفحص وجود الأجسام المضادة التي نشأت في الجسم ضد البنكرياس.  أكثر الأجسام المضادة انتشارا التي يتم البحث عنها خلال الفحص، تسمى Anti-GAD Antibodies ,Anti-Insulin Antibodies وكذلك Islet-Cell Antibodies. يشير وجود الأجسام المضادة في الفحص للإصابة بالسكري من النوع الأول، لكن عدم وجودها لا ينفي إمكانية الإصابة بالسكري من النوع الأول.

 

كيف يؤثر السكري من النوع الأول على الحياة؟

 

صحيح أن السكري من النوع الأول يستدعي الكثير من الملاءمات في الحياة اليومية، لكن بالإمكان عيش حياة عادية مع المرض، من جميع الجوانب. لأجل عيش حياة كاملة مع السكري من النوع الأول، هنالك حاجة للاهتمام بتفادي حالات الخطورة ومضاعفات المرض من خلال:

 

متابعة مستويات السكر في الدم

 

تعتبر متابعة مستويات السكر في الدم بصورة متواصلة أمرا حيويا من أجل احتساب كميات الإنسولين اللازمة للحقن في الحالات المتغيرة، مثلا بعد الوجبات، النشاط البدني أو الصوم المتواصل.  يستدعي العلاج بالإنسولين، اليوم، قياس مستويات السكر في الدم لأربع مرات في اليوم على الأقل، وفي الغالب أكثر من ذلك بكثير.

 

الإنسولين

 

تتم موازنة السكر لدى الأشخاص المصابين بالسكري من خلال إعطاء الإنسولين بالحقن، الإنسولين بالإبرة وأقلام الإنسولين أو بواسطة مضخة الإنسولين، بما يتلاءم مع جرعة الإنسولين بحسب نتائج قياس مستويات السكر في الدم.

 

المزيد عن العلاج بواسطة الإنسولين

 

الملاءمات الغذائية 

 

يهدف العلاج الغذائي للأشخاص المصابين بالسكري من النوع الأول إلى عدّة أهداف مركزية، وبضمنها الحفاظ على توازن مستويات السكر في الدم وتفادي نقص أو فرط السكر في الدم؛ الحفاظ على وزن جسم سليم وتفادي زيادة الوزن والسمنة؛ الحفاظ على مستوى سليم من الدهنيات في الدم من أجل منع الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والتي تشكل أحد المضاعفات الأساسية للسكري من النوع الأول؛ والحفاظ على ضغط دم سليم من أجل تفادي حصول المضاعفات في الكلى (اعتلال الكلى).  

 

كذلك يلعب النشاط البدني دورا هاما في الحفاظ على الصحة لدى الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الأول.

 

 

* استشارة مهنية: البروفيسور خوليو فينشطاين، مدير وحدة السكري في المركز الطبي فولفسون وعضو المجلس الوطني للسكري.

  

 

 آخر تعديل: آب 2018

Sehatuna.System
11/10/18 7:54

من المهم جدا فهم كيفية التعايش مع السكري من النوع الأول.. خاصة لدى الأولاد الصغار