معلوماتتصريح إمكانية الوصول
عرض ألوان في الموقع(* يعمل في المتصفحات الحديثة مثل كروم وفايرفوكس)عرض عاديملائم لمن لديه عمى ألوانملائم لأصحاب الرؤية الثقيلةأ+ 100%أ-إغلاق
sehatunaمرض السكريمرشدينالحياة مع السكري من النوع الأول

الحياة مع السكري من النوع الأول

كيف نعيش الحياة مع السكري من النوع الأول؟ ما هي المتابعة اللازمة لمستويات السكر في الدم؟ ما هي التوصيات بالنسبة للنشاط البدني؟ وما هي توصيات التغذية للأطفال والبالغين المصابين بالسكري من النوع الأول؟


(تصوير: shutterstock)
(تصوير: shutterstock)

 

صحيح أن السكري من النوع الأول يستدعي الكثير من الملاءمات في الحياة اليومية، لكن بالإمكان عيش حياة عادية مع المرض، وبضمن ذلك الحياة لسنوات طويلة، الحفاظ على لياقة بدنية وحتى الدخول في فروع الرياضة التنافسية، إنجاب الأطفال والتقدّم في المجال المهني.

لأجل عيش حياة كاملة مع السكري من النوع الأول، هنالك حاجة للاهتمام بتفادي حالات الخطورة ومضاعفات المرض من خلال الفحوص المتواصلة لمستويات السكر في الدم، تلقي الإنسولين، الملاءمات الغذائية، ممارسة النشاط البدني بصورة منتظمة وكذلك الاهتمام بإجراء مختلف فحوص المتابعة.

 

يهدف العلاج اليومي للسكري من النوع الأول لتفادي حالات الخطورة - وبضمنها نقص سكر الدم، فرط سكر الدم، والحماض الكيتوني السكري، وكذلك لتفادي المضاعفات والأمراض المرافقة للسكري.

   

الإنسولين

 

يشكل العلاج بالإنسولين مرحلة هامة في علاج السكري من النوع الأول وفي الحفاظ على مستويات متوازنة، قدر الإمكان، من السكر في الدم.

 

بالأساس، السكري من النوع الأول هو مرض ذاتي المناعة في إطاره، يقوم جهاز المناعة الطبيعي في الجسم بمهاجمته، بصورة تتمثل من خلال تدمير خلايا بيتا في البنكرياس.  لذلك، ليس لدى الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الأول، أية قدرة على إنتاج الإنسولين الذي يتم إنتاجه في هذه الخلايا، وعليهم تلقي الإنسولين من مصدر خارجي للاستمرار بالعيش. يتيح تقديم التزويد المتواصل من الإنسولين للأشخاص المصابين بالسكري من النوع الأول، العيش لسنوات طويلة - حتى عمر 120 عاما. 

 

تتم موازنة السكر لدى الأشخاص المصابين بالسكري من خلال إعطاء الإنسولين بالحقن، الإنسولين بالإبرة وأقلام الإنسولين أو بواسطة مضخة الإنسولين، بما يتلاءم مع جرعة الإنسولين بحسب نتائج قياس مستويات السكر في الدم.

 

لا يشكّل الوخز عند حقن الإنسولين سببا للامتناع عن تلقي العلاج، حيث يسبب قدرا من الألم أقل من الألم الذي يحصل عند الوخز لقياس مستويات السكر في الدم. في البطن، تكاد الوخزة لتلقي الإنسولين لا تكون محسوسة، سواء بسبب منطقة الوخز غير الحساسة للألم، أو بسبب أن غالبية مستحضرات الإنسولين اليوم تقريبا يتم أخذها بواسطة قلم-حقنة ذي إبرة رفيعة جدا، مغلفة بالسيليكون ومقصوصة بطريقة خاصة تمنع الشعور بالألم.

 

متابعة مستويات السكر في الدم لدى المرضى المصابين بالسكري من النوع الأول

يشكل قياس مستويات السكر في الدم عنصرا أساسيا في علاج الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الأول، وبحسب الأبحاث - فإن إجراء الفحوص على مدار اليوم يحسّن توازن السكري ويمنع حصول المضاعفات.

تعتبر متابعة مستويات السكر في الدم بصورة متواصلة أمرا حيويا من أجل احتساب كميات الإنسولين اللازمة للحقن في الحالات المتغيرة، مثلا بعد الوجبات، النشاط البدني أو الصوم المتواصل.

يستدعي العلاج بالإنسولين، اليوم، قياس مستويات السكر في الدم لأربع مرات في اليوم على الأقل، وفي الغالب أكثر من ذلك بكثير. عموما، من المحبذ قياس مستويات السكر في الدم صباحا، قبل كل وجبة وقبل النوم، وكذلك في أية حالة لا يكون الشعور فيها على ما يرام ويكون هنالك شك بوجود فائض من السكر (فرط سكر الدم) أو سكر أقل مما ينبغي (نقص سكر الدم). أحيانا، تكون هنالك حاجة لإجراء القياسات حتى بعد الوجبات، من أجل فحص مدى تأثير الإنسولين الذي تم حقنه في الجسم.

 يتم إجراء قياس مستويات السكر في الدم في غالبية الحالات بواسطة جهاز منزلي من نوع الغليكوميتر، وبالإمكان إجراؤه بواسطة مقياس مستويات السكر المتواصل.  يتلقى قسم من المرضى الإنسولين بواسطة مضخات متطورة تعمل بموجب موديل "بنكرياس صناعي"، والتي تقوم بقياس مستويات السكر في الدم بواسطة جهاز قياس أوتوماتيكي موصول بالمضخة، بصورة تتيح إعطاء الإنسولين بما يتلاءم مع نتائج الفحص أوتوماتيكيا، دون أي تدخل من طرف الشخص المريض تقريبا.

 عند قياس مستويات السكر في الدم، يجب أن نكون على علم بالعوامل التي تؤثر على مستويات السكر في الدم، وبضمنها العوامل التي تؤدي إلى ارتفاع السكر، بما فيها بعض المواد الغذائية ذات المؤشر الغلايسيمي المرتفع، الضغط، نقص النشاط البدني، حقن كمية أقل من اللازم من الإنسولين، بعض الأدوية مثل الكورتيكوستيرويدات، الألم بل وحتى آلام الدورة الشهرية وكذلك الجفاف، وإلى جانب كل ذلك العوامل التي تؤدي إلى انخفاض السكر، ويضمنها المواد الغذائية ذات المؤشر الغلايسيمي المنخفض، القهوة والكحول، نقص العناصر الغذائية، النشاط البدني، بعض الأدوية - مثلا أدوية فرط ضغط الدم وحقن كمية أكبر مما يجب من الإنسولين.   

 إلى جانب الفحوص المنزلية لمستويات السكر، يتم في المختبر إجراء فحوص روتينية لمستويات الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي في الدم، بهدف تقييم نجاعة العلاج الدوائي، من خلال فحص يقوم بقياس مستويات السكر على مدار الأشهر الثلاثة أو الأربعة الأخيرة. من الموصى به إجراء فحص الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي مرة كل 3 - 4 أشهر، وعلى الأقل مرة واحدة في السنة بالنسبة لمرضى السكري القدامى والمتوازنين.

  

النشاط البدني لدى مرضى السكري من النوع الأول

 يشكّل النشاط البدني عنصراً إلزاميا في نمط الحياة اليومية بالنسبة للأشخاص المصابين بالسكري من النوع الأول، ويُسهّل إمكانية موازنة مستويات السكر وتفادي حالات الخطورة والمضاعفات. عموما، يحسّن النشاط البدني من توازن مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري - سواء من خلال زيادة الحساسية للإنسولين أو من خلال الحفاظ على مستويات سليمة من الدهنيات في الدم، ومن المحبذ القيام به بصورة منتظمة - على الأقل مرة كل 2 - 3 أيام. 

عموما، وبموجب توصيات الرابطة الأمريكية للسكري، من المفضل بالنسبة للأشخاص المصابين بالسكري من النوع الأول الاهتمام بممارسة 30 دقيقة من النشاط البدني الهوائي الخفيف - المتوسط القوة لمدة 5 أيام أسبوعيا على الأقل - وبالمجمل 150 دقيقة في الأسبوع، إلى جانب النشاط غير الهوائي من أجل تقوية عضلات الجسم، مرتين في الأسبوع على الأقل.

أظهرت الأبحاث أن النشاط البدني المتوسط المنتظم الذي يساوي المشي السريع المتراكم لمدة 7 ساعات أسبوعيا - يؤدي إلى انخفاض بنسبة 50% بمخاطر الوفاة لأي سبب كان، لمدة سبع سنوات لدى الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الأول. "السكري هو أحد أمراض الأوعية الدموية، وعندما نشغّل الجسم والعضلات - فإننا نحسن من تدفق الدم ونتفادى الانسدادات وأمراض القلب والأوعية الدموية"، يشرح البروفيسور خوليو فينشطاين، مدير وحدة السكري في المركز الطبي فولفسون.

مع ذلك، فمن شأن النشاط البدني أن يزيد من مخاطر نشوء حالة من نقص سكر الدم على المدى الفوري أو نقص سكر دم متأخر، ويستدعي الاستعداد المسبق سلفا. في حالات السكري من النوع الأول، يستدعي النشاط البدني أحيانا ملاءمات غذائية وتغيير كمية الإنسولين التي يتم حقنها - وفي بعض الأحيان حتى عندما يقتصر النشاط البدني على الأعمال المنزلية فحسب. من شأن معرفة كل مريض لتأثير النشاط البدني على مستويات السكر في دمه أن تحافظ على توازن يمنع تطور مضاعفات السكري.

بإمكان الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الأول الوصول إلى مستوى الرياضيين المحترفين والتنافسيين.  نعم، فقد لعب في دوري الـ NBA في الولايات المتحدة لاعبو كرة سلة مع سكري من النوع الأول، بضمنهم كريس دادلي، جاري فوربس وآدم موريسون، وفي كرة القدم نعرف لاعبين مع سكري من النوع الأول مثل جاري مابوط، داني ماكجرين وآندي فنمان. 

  

التغذية لدى مرضى السكري من النوع الأول

تشكل التغذية أحد العناصر الأكثر أهمية من أجل الحفاظ على نمط حياة صحي بصورة عامة، وخصوصا بالنسبة للأشخاص المصابين بالسكري. 

بحسب أقوال غيلا فايمان، نائبة مدير وحدة التغذية والنظام الغذائي، وأخصائية التغذية المسؤولة في معهد الغدد الصماء والسكري في مركز شنايدر لطب الأطفال، "يتم التشديد في العلاج الغذائي على تناول الطعام المغذي والمتنوع قدر الإمكان، نظرا لأن العلاج الغذائي ضروري من أجل النمو السليم، بل إن التغذية السليمة تساهم في امتصاص الإنسولين - الهورمون الضروري هو أيضا من أجل سيرورة التطور والنمو السليمين. كذلك، تعتبر التغذية السليمة ضرورية من الجانب العاطفي والسلوكي، من أجل تفادي حصول اضطرابات غذائية".

يهدف العلاج الغذائي للأشخاص المصابين بالسكري من النوع الأول إلى عدّة أهداف مركزية، وبضمنها الحفاظ على توازن مستويات السكر في الدم وتفادي نقص أو فرط السكر في الدم؛ الحفاظ على وزن جسم سليم وتفادي زيادة الوزن والسمنة؛ الحفاظ على مستوى سليم من الدهنيات في الدم من أجل منع الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والتي تشكل أحد المضاعفات الأساسية للسكري من النوع الأول؛ والحفاظ على ضغط دم سليم من أجل تفادي حصول المضاعفات في الكلى (اعتلال الكلى).

نظرا لأن السكري من النوع الأول هو مرض مزمن، يطلب ممن يتم تشخيصهم تلقي استشارة غذائية متواصلة لدى أخصائيي تغذية سريريين - اعتبارا من تشخيص المرض ولمدى الحياة. يشمل العلاج تخطيط الوجبات بملاءمة شخصية لمعطيات المريض: العمر، الجنس، نوع الإنسولين الذي يتم إعطاؤه والجرعة، النشاط البدني، النظام اليومي، عادات الأكل في العائلة، أفضليات متلقي العلاج والاستعداد للحفاظ على نمط حياة صحي.  في حال حصول تغيير في الحالة الصحية، وحصول مضاعفات للسكري من النوع الأول، تكون هنالك حاجة للملاءمة الغذائية الفردية بصورة أعمق.

بصورة عامة، من المحبذ تفضيل النشويات التي مصدرها من الحبوب الكاملة الغنية بالألياف الغذائية وذات المؤشر الغلايسيمي الأكثر انخفاضا، والتي تتحلل في الجسم ببطء: الخبز الكامل، الأرز الكامل، خبز الشوفان، الباستا من حبوب القمح الكاملة، الأرز البسمتي، البقوليات كالعدس، الفاصولياء والبازيلاء، وكذلك الخضروات والفواكه ذات المؤشر الغلايسيمي الأكثر انخفاضا مثل البطاطا، الذرة، التفاح، المشمش، الموز، المانجا، البرتقال، الإجاص، الخوخ أو البرقوق.

يجب ملاءمة جرعات الإنسولين لكمية النشويات التي يتم استهلاكها في كل وجبة، وفي حال تناول كمية أكبر من النشويات - زيادة جرعة الإنسولين بما يتلاءم مع ذلك من أجل ضمان مستوى متوازن من السكر في الدم.  يجب ملاءمة الإنسولين قصير الأمد (على طريقة بازل بولوس)، قبل الوجبة لكمية النشويات التي سيتم تناولها خلال الوجبة ولمستويات السكر التي تم قياسها في الدم قبل الوجبة، وإجراء ملاءمات لجرعات حقن الإنسولين قصير الأمد بحسب كمية النشويات التي يتم تناولها فعليا. 

التوصية العامة هي الانتظار 10 إلى 30 دقيقة بين حقن الإنسولين قصير الأمد وبين تناول الطعام، لكن من المتبع اليوم إبداء قدر أكبر من المرونة في هذه التوصيات، بحسب الظروف الشخصية. هكذا، مثلا، لدى الأطفال الصغار الذين ليست هنالك ضمانة بأن يأكلوا خلال الوجبة - يجب حقن الإنسولين فقط بعد تناول الطعام. بحسب أقوال فايمان، "تراتبية القواعد في كل ما يتعلق بعلاج السكري من النوع الأول الغذائي، ليست مُطلقة، حيث تتم ملاءمتها للجيل، لعادات تناول الطعام ومتاحية الطعام، وهنالك حاجة للمرونة في ملاءمة التوصيات".

هنالك أهمية كبيرة للبروتينات في تغذية الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الأول، وخصوصا لدى الأطفال والمراهقين - من أجل سيرورات النمو والتطور السليمين. كذلك، تشكل البروتينات مصدرا للفيتامينات والمعادن المختلفة - مثل الفيتامين B12، الكالسيوم والحديد. من المحبذ تفضيل البروتينات من المواد الغذائية قليلة الدسم، مثل قطع لحم البقر بدون دهن، الحبش والدجاج، الأسماك، منتجات الألبان خفيفة الدسم والبقوليات مثل العدس.

من المحبذ تفادي استهلاك الدهون المتحولة (الترانس) الموجودة في المارغرينا، فطائر البوريكس والكعك،وتحديد استهلاك الدهون المشبعة بـ 7% فقط من مجمل التغذية الكلية.  يجب تفضيل مصادر الدهون غير المشبعة، وبضمنها الدهون الأحادية غير المشبعة الموجودة في الأفوكادو، زيت الزيتون والجوز، والدهون المتعددة غير المشبعة الموجودة في زيت عباد الشمس وزيت السمك.

  

آخر تعديل: آب 2018